افتتاح المقر الجهوي للتضامن الجامعي المغربي بمراكش

تحت شعار: " تعاقد جديد بين المدرسة والمجتمع مدخل لتحقيق التنمية المستدامة " شهد يوم 16 نونبر 2013 حفل تدشين مقر جهة مراكش تانسيفت الحوز لمنظمة التضامن الجامعي .

وقدافتتح الحفل بقراءة الفاتحة على مؤسسي ومنخرطيومراسلي المنظمةالذين وافتهم المنية مؤخرا . وانطلقت الندوة التربوية الاحتفالية بكلماتالمشاركين . استهلهاذ عبد الجليل باحدو رئيس المنظمةبكلمة استحضر فيها دور مراكش في تأسيس وتعزيز تواجد المنظمة على الصعيدين المحلي والوطني مذكرا بـأسماء بعض مناضلي التضامن . كما وضع افتتاح المقر الجهوي في إطار استراتيجية المنظمة في نهج اللامركزية والقرب من المنخرطين والفاعلين التربويين . وكانت كلمة الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم منصبة على دور المنظمة الاشعاعي والدفاع عن الشغيلة التعليمية،مذكرا بالتقاء النيات بين المنظمة والمؤسسة في دعم وحماية رجل التعليم أثناء ممارسته لمهمته النبيلة .

وسلطت مداخلة ذ حميد منسوم عن مركز التكوين والأبحاث التربوية الضوء على قضايا تربوية تهم مصير المنظومة التربوية كمسألة الملائمة بين العلى زمن السياسي والزمن التعليمي ، ومحدودية المقاربات المعتمدة في إطار الإصلاح ، والمفارقات التي تشهدها المنظومة بين نص توافقي ( الميثاق) وممارسات إصلاحية متميزة بالارتجالية. واختار الإشارة الى راهنية المسألة اللغوية كقضية جوهرية في إصلاح المنظومة التي تحتاج إلى مجلسين واحد للبرامج والمناهج وآخر للبحث الديداكتيكي، من أجل الإجابة العلمية عن الأسئلة الحارقة لليومي التربوي .

وأحالت كلمة ذ عبد الحفيظ ملوكي – رئيس جمعية مكوني المراكز الجهوية لمهن التربية على أهمية التعاقد ودور الشركاء والمحيط في إنجاحه وطلب من وسائل الإعلام أن تجعل من المدرسة موضوعا رئيسا لإبراز مكتسباتها دون التركيز على الجانب الحدثي .
وقد أبى ذ عبد الواحد مزكلدي ممثلا عن الأكاديمية الآ أن يشارك في الحفل بكلمة أبرز فيها الأهمية التربوية والتنظيمية للتضامن الجامعي على مر عقود من الزمن وأدوارها في الارتقاء بمكانة رجال التعليم بالجهة . وقد سير أشغال الجلسة الافتتاحية ذ,عبد العزير مسافري .وانسجاما مع أهداف ومبادئ منظمة التضامن المغربي أبى المنظمون على أن لا يكون حفل افتتاح المقر الجهوي بمراكش لحظة عادية يتم فيها تبادل الكلمات والتهاني فقط ، بل بتعين اغتنام هذه الفرصة لإطلاق العنان لتفكير ومسائلة عميقة لسؤال المصير بالنسبة للمدرسة المغربية في علاقة مع التعاقد المفتوح ضمن هم تنموي ملح . وقد كان اختيار المتدخلين موفقا باعتبارهم عايشوا لحظة التاسيس والأجرأة العملية للإصلاح التربوي وكانت خلاصاتهم وتخريجاتهم ذات قيمة راقية .
وضمن هذا السياق انطلقت الندوة بمداخلة ذ ابراهيم الباعمراني نائب سابق لوزارة التربية الوطنية تحت عنوان " في الحاجة الى تعاقد جديد بين المدرسة والمجتمع " حيث قدم مدخلا تاريخيا للإصلاح التربوي وأهم محطاته وآليات اشتغاله والجهاز المفاهيمي الموظف . وعرج على الاخفاقات والمكتسبات المحققة وكلفتها المادية والمعنوية، ليصل بنا الى اليوم الذي يشهد أزمة السؤال البيداغوجي المغيب بسبب عدم مأسسة آليات الإصلاح . وطالب في الأخير بالانتقال من التوافق في قضايا التربية الى التشريع عبر سن مدونة بمثابة نصوص قانونية ملزمة تحد من الارتجال والعبث
أما عبد اللطيف اليوسفي عضو المجلس الأعلى للتعليم فقد اختار لمداخلته عنوان" مقومات التعاقد المنتج حول المدرسة العمومية " ومحورها عبر إشكالات وتساؤلات واقتراحات تطرح القضية التربوية في عمق المجتمع ، كما سمح له مساره في مختلف المسؤوليات الاقليمية والجهوية والوطنية من الوقوف على مواطن خلل تنزيل مقتضيات الميثاق وتعطيل كثير من آليات التتبع والتقويم مما حول بنوده الى جمل جوفاء لاترقى الى الفعل البارز على الواقع المعيش للممارسين والمجتمع .وقاده التحليل الى الاشتغال بمفهوم "التعاقد المنتج" لبلورة مسالك جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
واستمرت أشغال الندوة بمداخلة ذ عبد العزيز السيد رئيس مركز التكوبن والأبحاث والدراسات التربوية الذي عالج " الحكامة في منظومة التربية والتكوين "عبر مدخل الاطلاع الفاحص على وثائق الاصلاح ووضع الأصبع على أن مشكل المدرسة المغربية هو مشكل تدبير وتسيير عبر حكامة جيدة ،لابد لها أن تستند على مقومات ثلاث : التخطيط الاستراتيجي والتدبير بالنتائج والتدبير التشاركي . وبعد بسط لهذه المعطيات من خلال أمثلة ميدانية خلص الأستاذ المكون الى غياب الحكامة على مختلف الأصعدة داعيا الى ضرورة تفعيلها انطلاقا من المؤسسة ووصولا الى مواقع القرار.
واختتم ذ سعيد بوبيل –استاذ مكون الندوة بمداخلة " المدرسة المغربية والتحولات القيمية " عبر تقديم تشخيص للوضعية القيمية في المدرسة المغربية من خلال مرجعيتي العروي وعلي اومليل وقدم اقتراحات لتجاوز الأعطاب القيمية والأخلاقية عبر الإحالة على مرجعيات أمريكية واوربية ومغربية من أجل إكساب رواد المدرسة ما سمي " رأسمالا اجتماعيا " يصالح بين المدرسة والقيم المعتبرة نبيلة والتي يضعها المجتمع في سلم قيمي عال .
وفتح باب النقاش حي كان للحضور صوت عبر ملاحظات متميزة ل ذ عبد الجليل المعقول الذي ركب مجموع المداخلات في أسئلة قلقة تتغيى تفكيك المداخل ، وإثارة المقاربة التواصلية التي تصرح بالتوافق وتضمر الصراع مما ينتج الغموض الذي تتخبط فيه المنظومة ، واقترح كمخرج للمأزق تفعيل الثالوث اللازم للمدرسة والمكون من : السياسي، والعالم، والممارس الميداني وضرورة التزامهم بمواقع وظيفية داخل المنظومة ، أماذة ادو الشايت فتساءلت عن مصير النماذج البيداغوجية والقرارات التي تتخذ في غفلة من الممارسين وراهنية وملحاحية التكوين لدى كافة الممارسين .واختتم الحفل بكلمة للسيد عبد الجليل باحدورئيس منظمة التضامن الجامعي ذكر فيها بأهمية اللحظة وضرورة جعل هذا المقر مركزا مشعا للجهة . ويذكر أن هذا النشاط حضره السيد النائب الإقليمي للحوز وفعاليات نقابية وجمعوية ورجال الصحافة ولإعلام بالجهة وثلة من الأساتذة والمراسلين

عبد الرحيم الضاقية 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-