مكناس : مائدة مستديرة حول دور الأندية في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية

الصورة من موقع تربية بريس
احتضن رحاب المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس يوم السبت 16 فبراير 2013 انطلاقا من الساعة الثالثة والنصف زوالا، فعاليات المائدة المستديرة المنظمة من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت بشراكة مع منظمة العفو الدولية بالمغرب ممثلة من خلال مجموعتها بمكناس حول موضوع " دور الأندية في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية " تحت شعار " التربية على حقوق الإنسان من أجل التغيير". انطلق المشاركون في المائدة المستديرة التي حضرها عدد من الفاعلين التربويين والحقوقيين والمهتمين بمجال حقوق الإنسان (90 مشاركا)، بكلمة لممثلة منظمة العفو الدولية بالمغرب السيدة ثوريا بوعبيد ، حيث أشارت فيها إلى السياقات العامة والخاصة التي يندرج فيها هذا اللقاء والأهداف المتوخاة من هذه المائدة المستديرة. إذ يأتي في جانب منه في سياق " سلسة من الأنشطة التدريبية والتحسيسية التي سطرها فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب والتي ستمتد على مدار السنة، حول التربية على حقوق الإنسان بتنسيق مع مجموعاتها المحلية في عدد من الأقاليم والجهات"، ومن ناحية أخرى تدريب العاملين في قطاع التعليم وتأهيلهم للنهوض بدورهم التربوي والاجتماعي والتنموي من منظور حقوق الإنسان وجعل التربية على حقوق الإنسان مدخلا أساسيا لتحديث المجتمع ودمقرطته. بعد ذلك تناول الكلمة السيد محمد جبوري رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت نيابة عن السيد مدير الأكاديمية، موضحا أن هدف ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التربوية وإشاعة ثقافة المواطنة بها، كان ولا يزال اقتناعا راسخا لدى وزارة التربية الوطنية بعامة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس- تافيلالت بخاصة، يزكيها تثمين هذه الأخيرة لكل المبادرات والمجهودات التي تقوم بها هيآت المجتمع المدني والمنظمات الدولية في مجال تعزيز ترسانة حقوق الإنسان، والترحيب بكل الأنشطة ذات البعد القيمي والأخلاقي والإنساني وتشجيعها والدفع بها بما يجعل من المؤسسات التعليمية فضاء للممارسة الديمقراطية السليمة والمسؤولة في إطار تكافؤ الفرص ونبذ الإقصاء والتهميش والتمييز والتربية على ثقافة الحق والواجب، وتفعيل وتتبع كل الشراكات المرتبطة بالموضوع على مستوى نيابات الجهة... وفي كلمة له رحب الأستاذ محمد باكو منسق مجموعة مكناس بالحاضرين خلال هذا اليوم الدراسي وبكل المبادرات الرامية إلى تنشيط أندية التربية على حقوق الانسان والمواطنة لما فيه خير المدرسة العمومية، مؤكدا أن مجموعة مكناس لم تقتصر على ما تحقق لحد الآن من تقدم ملموس على مستوى نشر ثقافة حقوق الإنسان، بل تحدوها رغبة أكيدة في السير قدما على درب إشاعة ثقافة حقوق الإنسان بجل المؤسسات التعليمية والتشبع بها من لدن كل الفاعلين تربويين كانوا أو إداريين أو تلاميذا... وفي نفس الاتجاه صارت كلمة السيد أحمد حميد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس، مؤكدا حرص وزارة التربية الوطنية بشكل عام و المراكز الجهوية بشكل خاص على تضمين المواد الدراسية المدرسة وكذا المقررات والمناهج التعليمية كل ما له علاقة بثقافة المواطنة والتربية على حقوق الإنسان... بعد ذلك قدم الأستاذ شكيب الأجراوي عن نيابة مكناس عرضا حول " دور الأندية في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة والتربية على قيمها" ، تطرق فيه في البداية إلى المرجعيات المنظمة من بينها تفعيل جل الإتفاقيات والشراكات المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان من جهة وبينها وبين المنظمات الدولية من جهة أخرى، مبرزا دور الأندية في ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية داخل المؤسسات التربوية، وإشاعة مبادئ ويم حقوق الإنسان، وتنمية ثقافة الحق والواجب، وتعزيز روح المشاركة والحوار، وترسيخ السلوك المدني،وتقوية الشعور بالانتماء إلى المؤسسة والجماعة والمجتمع، والتربية على إبداء الرأي واحترام الرأي الآخر. كما حدد الأستاذ مجالات اشتغال هذه الأندية وذلك من خلال الاحتفال بالأيام الوطنية والعالمية، والاحتفال اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتنظيم موائد مستديرة ودورات تكوينية في مجال المواطنة وحقوق الإنسان، وإعداد منشورات ومجلات دورية، معززا عرضه بصور ومعطيات وإحصائيات عن عدد الأندية بنيابة مكناس ( 82 ناديا في مجال حقوق الإنسان من أصل 160 بالتعليم الابتدائي، و 35 ناديا من بين 48 بالتعليم الثانوي الإعدادي، و22 من أصل 30 ناديا بالتعليم الثانوي التأهيلي). أما العرض الثاني المقدم من طرف عضو منظمة العفو الدولية فقد تمحور حول السياقات الدولية والوطنية التي تحكمت في نشر ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية، من خلال إحداث الأندية بما هي مجال للتثقيف والتوعية والانفتاح على مبادئ حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها واحترام قيمها من لدن أطر المؤسسات والتلاميذ. وإذا كانت هذه المبادرات قد حققت بعض النجاحات من خلال الاهتمام المتزايد للأطفال والطلبة بأنشطة الأندية، وغرس فيهم حب الاستزادة في المعرفة والتدريس والتعلم، فإن ذلك لم يمنع على حد تعبير المتدخل من وجود بعض الصعوبات والإخفاقات من قبيل استمرار بعض العقليات المناهضة لثقافة حقوق الإنسان، وعدم انتظام أنشطة النادي بسبب كثافة المقررات وضيق الوقت لدى التلاميذ والأطر التربوية على السواء ثم انعدام أو قلة الموارد لدى المؤسسات التعليمية. ومن أجل الرقي بعمل أندية التربية على حقوق الإنسان لتصبح أكثر تأثيرا في الفضاء المدرسي تكون قادرة على استنبات قيم حقوق الإنسان وتوطينها في مواقف وسلوك الأجيال الصاعدة، اقترح الأستاذ المحاضر مشروعا جديدا من برامج منظمة العفو الدولية يحمل اسم " المدارس الصديقة لحقوق الإنسان" في إطار شراكة بين المؤسسات التعليمية ومنظمة العفو الدولية فرع المغرب. أم العرض الثالث والأخير فقد تمحور حول تقديم تجربة ميدانية من تقديم الأستاذة جميلة بن بادة حول الأنشطة المتنوعة التي نظمها نادي التربية على حقوق الإنسان التابعة لثانوية محمد أجانا التأهيلية في مجال إشاعة ثقافة التربية على حقوق الإنسان ونشرها بين تلاميذ المؤسسة وأطرها واستثمار بعض المناسبات للوقوف عندها ( اليوم العالمي للتسامح نموذجا). وفي الأخير فتح الباب للتساؤلات والمناقشة واقتراح التوصيات،حيث ركزت معظمها على أن ثمة جملة من المعيقات والمثبطات تقف حاجزا أمام تعميم ثقافة التربية على مبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، من بينها ضعف الإمكانيات المادية لتغطية أنشطة النادي، عزوف كبير عن أنشطة الأندية نتيجة ضيق الوقت واهتمام التلاميذ أكثر بالتحصيل الدراسي، ضعف المعرفة بثقافة حقوق الانسان، واقترح بعض منشطي النوادي تخصيص فترة معينة لأنشطة الأندية (تحديد أمسية موحدة في استعمالات الزمن المدرسي مثلا)، تزويد المؤسسات بالوثائق الخاصة بثقافة حقوق الانسان، تنظيم ورشات تدريبية لمنشطي الأندية الحقوقية... وفي الختام تقدمت السيدة منسقة التربية على حقوق الانسان بمنظمة العفو الدولية، بالشكر مرة أخرى للمؤطرين والمشاركين متمنية أن تكون هذه الورشة قد لامست جانبا من اهتماماتهم، وطالبة من الأطر التربوية والإدارية أن يجعلوا من مؤسساتهم ورشا دئما لنشر قيم ومبادئ حقوق الانسان، حتى يترعرع أطفالنا في جو من الطمأنينة النفسية، متشبعين بروح التعاون والتسامح والتضامن
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات