خبير مندوبية اللجنة الأوربية بالمغرب في زيارة لأكاديمية جهة مكناس تافيلالت

الصورة من موقع تربية بريس
افتتح اللقاء من طرف السيد مدير الأكاديمية الذي رحب في بداية الأمر بالسيد خبير الاتحاد الأوربي على تفضله بزيارة الأكاديمية لتدارس وضع برامج محاربة الأمية على الصعيد الجهوي وفق الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية ودعم الاتحاد الأوربي في هذا المجال، مذكرا في السياق ذاته بالإصلاحات الهامة التي عرفها المغرب في الآونة الأخيرة والتي جعلت من العنصر البشري الحلقة الأهم في التنمية من خلال مساهمته بطريقة عملية وفعلية في المجهودات المبذولة لبلوغ التنمية المنشودة مواكبة للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية التي تروم تحقيق أهداف واضحة المعالم من خلال تأهيل العنصر البشري للمشاركة في مسار التنمية عن طريق تحرره من آفة الأمية والتي أضحت عائقا معطلا للتنمية، وقد أولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أهمية قصوى لمجال التربية والتكوين وخاصة مجال محاربة أمية الكبار والشباب في بعدها الشمولي آخذا بعين الاعتبار الخصوصيات الجهوية  والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وفي هذا الإطار جاءت الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية سنة 2003 لترسم الأهداف الواضحة والدقيقة لمحاربة هذه الآفة المعطلة للتنمية خاصة في المناطق التي تعرف استفحال هذه الظاهرة ؛ مستعرضا الحصيلة الايجابية في هذا المجال على الصعيدين الوطني والجهوي بفضل الدعم المقدم من طرف الاتحاد الاتحاد الأوربي في توجهه من خلال الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية والذي بلغ 27 مليون اورو في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2013 لتحقيق الأهداف المسطرة في هذه الإستراتيجية، معربا عن تشكراته للسيد الخبير ومن خلاله للاتحاد الأوربي الذي يولي عناية فائقة  لهذا المجال ومتمنيا للجميع أن تكلل أشغال هذه الجلسة بنتائج  مثمرة تعود بالنفع على المواطن والمجتمع والآمة بصفة عامة.
رابط فيديو اللقاء
  اثر ذلك تفضل السيد رئيس المركز الجهوي لمحاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بالأكاديمية لتقديم حصيلة برامج محاربة الأمية برسم الموسم القرائي 2011-2012 وكذا برنامج عمل الأكاديمية في نفس المجال برسم الموسم القرائي 2012-2013 .
مداخلة السيد الخبير الموفد من طرف الاتحاد الأوربي استهلها بكلمة شكر للسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والأطر المرافقة له مبرزا السياق العام الذي تندرج فيه زيارته للأكاديمية والمهمة الموكولة له في هذه الزيارة التي تكتسي طابعين:

-طابع يتعلق بالوقوف على سير تنفيذ برامج محاربة الأمية على الصعيد الجهوي والتقدم الحاصل في هذا المجال على مستوى التنفيذ والنجاعة.
-الطابع الثاني يهم جانب الدعم المالي لهذه البرامج والذي يدخل في إطار المهام التي يضطلع بها الاتحاد الأوربي في دعم المجالات المرتبطة بالأمية والهدر المدرسي علاوة على القضايا التي تطال المقررات وتجويد التكوين وتأهيل المكونين والتقاطعات الممكنة بين محاربة الأمية والتكوين المهني ومختلف التكوينات فضلا عن مستوى انخراط أوسع للفئات المستهدفة من برامج محاربة الأمية والعلاقة الرابطة بين مجالي محاربة الأمية والتربية غير النظامية والصعوبات التي تعترض تنفيذ البرامج على أرض الواقع مستفسرا عن الإجراءات والتدابير والتصورات والآفاق المستقبلية على الصعيد الجهوي من خلال التدخلات المنجزة والمرساة جهويا، مشيرا إلى أن مناقشة المشاكل والاكراهات المعترضة لعمل المكونين على المستوى العملي وعلى مستوى تملك الآليات الاندراغوجية على المستوى التكويني فضلا عن الجوانب المرتبطة بالوضع المادي والتحفيزي مما يعد مدخلا حقيقيا لتجاوز المعيقات التي تحد من نجاعة المجهودات المبذولة وبالتالي عدم تحقق الأهداف المرجوة منها، طارحا مجموعة من التساؤلات حول:
-مسار التكوينات الموجهة للجمعيات العاملة في مجال  محاربة الأمية؛
-المسارات المقترحة للربط بين التحرر من الأمية ومجالات التكوين المهني؛
-القضايا المتعلقة بالإدماج المرتبط بالتربية غير النظامية؛
-المشاكل والقضايا المرتبطة بالهدر المدرسي؛
-القضايا المرتبطة بالتنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال محاربة الأمية؛
-الجوانب المتعلقة بتأهيل المكونين على المستوى النظري والبيداغوجي؛

الردود التي أعقبت مداخلة السيد الخبير أجابت عن كل الاستفسارات التي  طرحت من لدنه، حيث أكد السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على أهمية الأسئلة المطروحة موضحا القضايا التي تهم الجوانب التدبيرية والتنسيقية مع مختلف المتدخلين قطاعيا وحكوميا دون إغفال الدور الذي ستضطلع به الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية التي سترى النور عما قريب والتي ستعطي دفعة قوية لهذا المجال مما سينعكس إيجابا على المسار الكلي لهذه البرامج ملحا على ضرورة تعميق آليات التواصل والحوار مع كل الفاعلين والمتدخلين باعتباره المدخل القويم لدعم المجهودات المبذولة من طرف الدولة والفاعلين والداعمين للقطاع بهدف استئصال هذه الآفة المعطلة للتنمية، مستعرضا من خلال ما طرح من لدن السيد ممثل الاتحاد الأوربي العديد من الإجابات والتصورات الأساسية التي ترتكز عليها تدخلات الأكاديمية والنيابات التابعة لها جهويا من خلال الأهداف المرسومة والمتجسدة أساسا في :

1- التأكيد على ضرورة انخراط النسيج المقاولاتي في هذا الورش الوطني الهام بالنظر للحاجة الأكيدة للكفاءات المهنية المتعلمة؛
2- تقليص الهدر المدرسي الذي يعتبر بوابة للقضاء على الأمية؛
3- توضيح العلاقة المتوازية بين مجالي محاربة الأمية والتربية غير النظامية؛
4- التأكيد على انخراط فعاليات المجتمع المدني بالنظر للأدوار التي يمكن أن تلعبها في هذا المجال؛

إضافات وتوضيحات السيد رئيس المركز الجهوي لمحاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية ساهمت في التأكيد على المجهودات المبذولة على الصعيد الجهوي وعلى الإجابة عن كل التساؤلات التي تم طرحها من لدن ممثل الاتحاد الأوربي خصوصا على مستوى:
·مونوغرافية  جهة مكناس تافيلالت؛
·نسب الأمية جهويا ووطنيا؛
·الإحصاءات والبيانات المرتبطة بالقطاع؛
·الجوانب المتعلقة بالتكوينات؛
·الشراكات المبرمة مع جمعيات المجتمع المدني؛
·القضايا المرتبطة بتوسيع مجالات التدخل؛
·الإجراءات المصاحبة لوضع النظام الاشهادي الجهوي؛
·الدعم المرصود من طرف الاتحاد الأوربي؛
·الإجراءات الإدارية والحكاماتية والمرتبطة بتدبير مجال محاربة الأمية جهويا ومحليا على مستوى المتابعة والتاطير والانفتاح والتحسيس؛
·الدعم الإعلامي لمختلف الأنشطة المرتبطة بالمركز؛
·تفعيل دور اللجنة الإقليمية؛
·الاشتغال وفق برنامج وطني مبني على الأهداف والتوقعات والإحصاء والتشخيص؛
·توسيع مجالات الشراكات بما يخدم الأهداف المسطرة جهويا؛
·تحديد أماكن التدخل؛
·المتابعة التربوية على مستوى المصاحبة والمرافقة؛
·دور المراقبة التربوية الموكولة للسادة المفتشين ورؤساء المصالح ومدراء المؤسسات التعليمية ومكاتب الدراسات؛
·إعداد مصوغات التكوين ؛
·ضبط كل العمليات المرتبطة بالتدبير المالي على مستوى توزيع الميزانية المرصودة للأكاديمية على النيابات؛
·إشراك المتدخلين في الاطلاع على التدابير الإدارية والمالية المنجزة؛

فور ذلك أعطى السيد مدير الأكاديمية الكلمة للسيدة ليلى غريط  إطار بالأكاديمية ورئيسة جمعية أساس التي أكدت في معرض تدخلها على دور جمعيات المجتمع المدني في مجال محاربة الأمية خاصة بالعالم القروي الذي يعرف تفشيا واضحا لهذه الآفة خاصة وسط النساء ، مستعرضة في مداخلتها المسار الجمعوي للجمعية التي ترأسها تدبيريا طارحة مجموعة من نماذج التدخلات الميدانية والإجراءات التنظيمية والمالية التي تبنتها الجمعية من خلال الدعم المالي المرصود للمكونين والمكونات التابعين للجمعية معبرة عن استعدادها لدعم عمل المركز الجهوي بالأكاديمية من خلال مبادرات الجمعية التي تشرف عليها في هذا المجال.
في نهاية اللقاء أكد السيد مدير الأكاديمية على جدية المركز الجهوي لمحاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية على المهنية والفعالية والنجاعة التي يتصف بها عمل هذا المركز، معتبرا أن نجاح المركز في مهامه يعتبر نجاحا للأكاديمية.
مساء نفس اليوم توجه السيد ممثل الاتحاد الأوربي بمعية السيد رئيس المركز الجهوي لمحاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية  والأطر العاملة به إلى نيابة مكناس حيث استقبل من طرف السيد النائب الإقليمي الذي رحب بالوفد ورئيس مصلحة محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بالنيابة ليشرع في عقد جلسة عمل مع المشرفين على الجمعيات تمحورت حول:
·مجال محاربة الأمية على الصعيد الإقليمي ، مستعرضا ما تم تحقيقه على مستوى النيابة من انجازات رقمية ونوعية تستحق التنويه.
·تدخل السيد ممثل الاتحاد الأوربي استهله بشكر السيد النائب والطاقم المشرف على المصلحة معتبرا أن حضوره كممثل للاتحاد الأوربي يتحدد في:

- عقد لقاء مع الجمعيات الشريكة العاملة في مجال محاربة الأمية على الصعيد الإقليمي؛
- دراسة وضع برامج محاربة الأمية إقليميا؛
- دراسة بعض الاقتراحات الخاصة بتنفيذ برامج محاربة الأمية على مستوى التاطير والتكوين؛

كلمة السيد الخبير في جلسته مع ممثلي الجمعيات أكد على ضرورة التواصل والحوار مع النسيج الجمعوي باعتبار عملها الميداني مدخلا لتجاوز الاكراهات المرتبطة بالأمية أساسا، من هذا المنطلق ركز المبعوث الأوربي على مناقشة كل القضايا التي تتطلب التغيير والتحسين.
ملاحظات المشرفات والمشرفين على الجمعيات الشريكة بخصوص تدبير دروس برامج محاربة ألامية على الصعيد الإقليمي تركت انطباعا خاصا لدى السيد الخبير الذي استوعب من خلال مداخلاتهم الاكراهات والصعوبات التي تعيق تنفيذ هذه الدروس مما كون لديه صورة شمولية عن الجانب التربوي والإداري والمالي  المتعلق بسير تنفيذ هذه البرامج ؛ شاكرا الجميع على المجهودات المبذولة من طرفهم في هذا المجال .


رابط فيديو حول الزيارة...................من هنا

تربية بريس
تربية بريس
تعليقات