عن التربية التشكيلية: جريمة باسم الوزارة تشوه المادة

الصورة من موقع تربية بريس
الحدث الذي جعلني أكتب:
عنوان اللقاء :سبل وآفاق تطوير منهجية تدريس التربية التشكيلية: محور لقاء دراسي بالرباط

أولا : شكرا على هذه المبادرة
ثانيا الحقيقة:
إذ أقول وزارية فإني لا أعني أن العيب في الوزارة كمؤسسة أو في الأطر الإدارية أو الأطر التربوية لباقي المواد بالمدارس والإعداديات لسبب بسيط هو أن المسئولين عن المادة هم الذين شرعوا في تشويهها واستصغارها باسم الوزارة منذ الثمانينيات لذلك لم يجد الفاعلون التربويون بالمملكة المغربية ما يجعلهم يهتمون بها... المعضلة هي أن  المسئولين عنها لا زالوا يزيدونها تشوها حسب طبيعة الأسئلة التي همت ولوج مركز المفتشين لهذه المادة.
والحقيقة أني لم أجد غير السيد قريشي (مفتش) الوحيد الذي بلور خطابا يليق بالمادة التشكيلية نسبيا وطبعا إني أتحدث بدراية وبخبرة واعلم عن ما حل بهذه المادة من مشاكل منذ كان يترأسها بالوزارة السيد لمرابط علما أن كل المدارس التي اشتعلت بها شخصيا كانت توفر لي كل ما أحتاجه بل وحتى النيابات تنخرط في دعم كل مبادراتي بعد تتبع المسئولين للدروس التي يقبل عليها المتعلمون باحترام وبرغبة أكيدة في الإعدادي بل وحتى في الثانوي.
للأسف أن مادة التربية التشكيلية تحولت إلى كما يقال باللسان الدارج "مادة الزواق"
لا أنكر أني فشلت في اختبار ولوج مركز المفتشين لهذه المادة مؤخرا ولكن ليس لأني غير كفئ وفي هذا حديث المؤامرات التي أفشلتني لا يليق بهذه الورقة... علما أني أتحدى أيا كان عبر العالم يعاكسني في ما يجب أن تكون عليه هذه المادة منذ التعليم الأولي إلى الجامعي بالمملكة المغربية.
إن المطلع على برامج هذه المادة بالمملكة المغربية حتى في الكتاب الأبيض والمتصفح لكراسات المتعلمين بالابتدائي يصاب بالغثيان وفي هذا فإن الجزائريين أفضل منا بكثير ولو أنهم بدورهم لم يتمكنوا من التحرر من المفهوم المتقادم كما هو مؤطر في العلوم الإنسانية وعلوم التربية.
لقد كانت المادة الفنية في السبعينيات والثمانينيات تدرس في الثانوي واليوم حتى التعليم الابتدائي لا يعيرها اهتماما في الحين أن الغرب يعمل على تدرسيها حتى في الجامعي العلمي والاقتصادي
وعلى ذكر الجامعي وكدليل على أن الخطأ في المسئولين عن المادة لقد تمت تجربة توظيف التشكيل في إحدى الجامعات بالدار البيضاء لكنها فشلت وأقبرت المادة التي قتلت أصلا بسبب "الزواقة"
لا يعني هذا أن المادة التشكيلية غير مفيدة بل العكس إنها ضرورة لكل متعلم مهما كان تخصصه وخاصة العلمي والرياضياتي لكن حينما "الزواقة" يكتبون في الجرائد كمحللين وناقدين تشكيليين ويشرفون على اللقاءات المصيرية في إعداد برامج التعلم والتكوين الخاصة بهذه المادة فطبيعي أن يضيع أبناء الشعب في مادة بالتأكيد يحتاجونها لتشهيد منافس.
وفي هذا ما سيفقد من امتيازات تكوينية  تساعد على إعداد أطر قادرة على الإنخراط في ما قد يقبل عليه المغرب في الوضع المتقدم المتكامل الذي يطمح إليه مع أوروبا.
 ولعل ما يزيد إبعادا لإشراقة هذه المادة هو أن العدة الجديدة للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين المتعلقة بالتعليم الأولي والابتدائي تفقد الأمل في تهييئ مدرسين بالقدر الذي يحتاجه أبنائه بالضرورة الكفاياتية والإدماجية
لكن هل فعلا نحن فهمنا جيدا الكفايات ؟ لا أعتقد وربما يتفق معي السيد الدريج لأنه لو كان الأمر كذلك لكنا تمسكنا ببيداغوجيا الإدماج.
لم أكن متخصصا بهذه المادة ولكن لما أسندت إلي لظروف قلة الأطر لم أتردد في الاهتمام بها فكانت مفاجئتي كبيرة لما وقفت عليه فيها من مضامين تليق  بدعم أي تخصص لتشهيد أفضل لذلك وإن في الأمر مبالغة تعبيرية لكن سأقول على أن ما آلت إليه هذه المادة اعتبره جريمة تربوية وتستحق رفع دعوى للمجلس الأعلى للتعليم... ولما لا دعوى قضائية إذا استمر المعنيون في حرمان أبناء الشعب من تربية وتعلم متكامل لعل ثورة حقيقية تشكيلية تليق بالمساهمة في إنجاح العملية الإصلاحية التعليمية بالمملكة.
فنحن اليوم في زمن دستوري جديد وفيه من الايجابيات ما يمكن الاستفادة منها.

بوجمع خرج: المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-