تلاميذ يكدون وآخرون يتفننون في الغش

الصورة من موقع تربية بريس
دخلوا مرحلة العد العكسي والنيابات اتخذت إجراءات احترازية لمرور امتحانات الباكلوريا في أجواء سليمة

المصدر : موقع تربية بريس
انطلق العد العكسي لموعد امتحانات الباكلوريا، وارتفع إيقاع الإعداد لليوم الذي "يعز فيه المرء أو يهان". تلاميذ يقضون ليالي بيضاء، وعينهم على النجاح. وآخرون يتفنون في إبداع وسائل الغش وآلياته، والإدارة حازمة وتعد العدة واللوجستيك، لمرور "الطرح" بخير، دون تبعات أو وجع دماغ. كل الأطراف رفعت إيقاع و"ريتم" التهييء لهذه المحطة الموسومة بأمل رفع نسب النجاح، عبر قاطرة تعديل صيغة حساب المعدلات، التي قد تكون وسيلة للنجاة من تكرار سنة ثمينة. والخوف من التعثر والفشل، قاسم مشترك يربك الحسابات ويدفع إلى تكثيف الجهود مهما كانت طبيعتها . أغلب المؤسسات الثانوية التأهيلية، لفظت ما بها من تلميذات وتلاميذ مقبلين على اجتياز الباكلوريا التي لم تعد شهادتها محاطة بذاك الهول والقيمة التي كانت عليها في الثمانينات وما قبلها، والبقية الباقية تتأهب لذلك ومباشرة الإجراءات القبلية إعدادا للامتحان من جميع المناحي.
المصدر : موقع تربية بريس

نشاط وحركية المغتنين من حصص الدعم و"الساعات الإضافية"، تكثفت بارتفاع الإقبال والرغبة. وبعضهم حولوا غرف منازلهم، إلى قاعات للمراجعة المؤدى عنها ودون وازع أخلاقي أحيانا، في استغلال بشع للمرحلة التي تسبق الامتحان النهائي الراهن للمصير الدراسي والمستقبل، ولا تتكرر دائما. تلك وجهة تلاميذ يسر الله على أولياء أمورهم، أما ما دونهم من فقراء هذا الشعب، فليس لهم، إلا الاعتماد على طاقاتهم ولياقتهم في الصبر والجلد وقوة التحمل، طالما أن إمكانيات عائلاتهم المادية، لا تسمح بأداء "فواتير" الإعداد للامتحان، الباهظة أو تأجير أستاذ لمراجعة كل مادة على حدة.
المصدر : موقع تربية بريس

وإذا كانت عائلات تدخر مصاريف لهذا الطارئ، فأخرى تترك لأبنائها فرصة الاعتماد على النفس، ممن تعج بهم المقاهي والفضاءات والساحات العمومية، أو تراهم منكبين على الحفظ والمراجعة فرادى وجماعة فيها وبمنازلهم، دون أن يكلفهم التهييء للامتحان، إلا دراهم معدودة. أمثال هؤلاء يكدون ويجتهدون، وقد يفلحون أو يفشلون اعتمادا على ما راكموه من معدلات في دورات وسنوات سابقة منذ إنهاء دراستهم الإعدادية، لكن الحفظ والمراجعة، تبقى آخر ما يفكر فيه آخرون ممن يلجؤون إلى الحيل والتدليس والغش، للحصول على معدلات تمكنهم من النجاح. يقول "علي م" تلميذ مقبل على اجتياز الباكلوريا، إن الإدارة ملزمة بتوفير الشروط الضرورية لتكافؤ الفرص بين كل التلاميذ بالقطع مع وسائل الغش وتحكيم الأساتذة المكلفين بالحراسة لضمائرهم، وضمان مخاصمتهم لكل تساهل مع الظاهرة، لأنه "لا يعقل أن يغش تلميذ وينجح، ويكد آخر ويفشل". وليس غريبا أن تسمع رواية صاحب محل بمكتبة قنطرة الليدو بفاس، حول تلاميذ لا يسألونه في هذه الأيام، إلا عن "الحروزة" المصغرة جدا، عوض البحث عن المراجع والكتب والمقررات، مستغربا أن يرافقهم آباؤهم، في هذا البحث الشاذ، ما أكد وقوفه بنفسه عليه في أحايين كثيرة. وتنشط حركة إعداد "الحروزة"، لدى بعض أصحاب المكتبات والشباب، مع اقتراب موعد الامتحان إلى درجة عرضها للبيع في الشارع العام، ما يتطلب حسب هذا الرجل، حزما من قبل الجهات الأمنية، للضرب بيد من حديد على أيدي من يساهمون في استفحال هذه الظاهرة الغريبة. وتقول فائزة السباعي، نائبة وزارة التربية الوطنية بصفرو، إن إجراءات احترازية اتخذت لمواجهة ظاهرة الغش، بتعاون مع السلطة المحلية والمصالح المعنية، متحدثة عن تعزيزات أمنية بمختلف مراكز الامتحانات ومحيطها، لضمان مرورها في أجواء سليمة وطبيعية ودون مشاكل.
المصدر : موقع تربية بريس

وتحدث مسؤول بنيابة الوزارة بتاونات، عن اجتماعات قبلية تعقد ومتواصلة، لوضع استراتيجية لضرب كل شائبة يمكن أن تؤثر على السير العادي والطبيعي لتلك الامتحانات، مشيرا إلى مراسلة المصالح الأمنية لتوفير الأمن بمراكز الامتحان وضمان المصاحبة للمواضيع ورؤساء المراكز. وتحدث عن توزيع يومي في الصباح والمساء، لمواضيع الامتحانات بالمراكز الموجودة بالمدينة، وتوزيعها صباحا بالنسبة للنقط البعيدة مراعاة للإكراهات الجغرافية، مشيرا إلى تجميع الأساتذة المصححين بمركز التكوين، طيلة مدة التصحيح، خاصة بالنسبة إلى المراكز القريبة. وهي التدابير الأمنية المشددة ذاتها التي ذكرتها نائبة صفرو، متحدثة عن وجود تعاون مع السلطة والوقاية المدنية ووضع خطة احترازية و"تذويب المرشحين الأحرار وللتعليم الخصوصي، في قلب الرسميين"، مشيرة إلى أن التدابير نفسها المعهودة في سنوات سابقة، اتخذت للتهييء للامتحان. أما مسؤول نيابة تاونات، فألح على ضرورة أخذ خصوصيات كل منطقة، بعين الاعتبار، متحدثا عن تغيير الأساتذة المكلفين بالحراسة وإبعاد المشتغلين في المؤسسة ذاتها، إلى وجهات أخرى، وإضافة إعداديات ابن خلدون والقدس وطه حسين ومولاي عبد العزيز وعين مديونة، لاحتضان المرشحين الأحرار. ولا تختلف إجراءات التهييء للامتحان، كثيرا عما كان عليه الحال منذ سنوات، من حيث ضبط حركية وهوية المتدخلين داخل مراكزه ونقط التصحيح، مع الحرص على حملهم الشارة الخاصة بكل متدخل، سيرا على التوصيات ذاتها التي تضمنها دفتر مساطر تنظيم امتحانات الباكلوريا. ويجد مقبلون على اجتياز امتحان الباكلوريا، في القرار الوزاري عدد 1727.12، القاضي بتعديل صيغة حساب معدل الدورة الاستدراكية، باحتساب أعلى نقطة حصل عليها المترشح المستدرك في كل اختبار على حدة من اختبارات الدورة العادية والدورة الاستدراكية، خطوة مهمة لرفع نسب النجاح.لكن هذا النجاح لن يتأتى إلا بالتهييء السليم والاجتهاد والاعتماد على النفس، بعيدا عن كل وسائل الغش التي لا تنتج إلا «تلاميذ فاشلين سيتعثرون في مسارهم الدراسي والجامعي والمهني، في اللاحق من تجربة يمكن أن يقبلوا عليها» على رأي الأستاذ محمد الدغمي.
المصدر : موقع تربية بريس
الصباح التربوي  
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات