فرعيات الجديدة... قساوة الطبيعة وظلم المسؤولين

الصورة من موقع تربية بريس
يعيش قطاع التعليم بالعالم القروي بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، وضعا مزريا جدا، إذ تعاني أغلب، إن لم نقل جل المؤسسات التعليمية من ضعف البنيات التحتية، المرتبطة أساسا بالمسالك والطرق والماء والكهرباء. يتوفر إقليم الجديدة على 435 مؤسسة تعليمية تمثل الأسلاك الثلاثة، من بينها 290 مؤسسة تحتاج إلى الربط بالماء الصالح للشرب، وتفتقر 281 إلى الربط بالتيار الكهربائي، و130وتحتاج إلى مرافق صحية، في حين أن 131 مؤسسة في حاجة إلى الـــسياج.
المصدر : موقع تربية بريس
وتفتقر أغلب مؤسسات التعليم بالعالم القروي إلى المقومات الأساسية للقيام بوظيفتها التربوية والتعليمية. ولعل زيارة خاطفة لهذه المؤسسات التعليمية، ستكفي للوقوف على حجم المعاناة والخصاص الفظيع في البنيات التحتية.
المصدر : موقع تربية بريس
"الصباح التربوي" زار فرعية سيدي عامر التي تبعد بسبعة كيلومترات فقط عن مدينة الجديدة، ووقف على معاناة العاملين بها من أساتذة وتلاميذ وتلميذات.
المصدر : موقع تربية بريس
الفرعية التابعة لمجموعة مدارس الدحامنة الموجودة بطريق مصور راسو، تتوفر على أربع قاعات واحدة مشيدة منذ الاستقلال وما تبقى أنشئ منذ عشر سنوات أو أكثر من البناء المفكك. الفرعية موجودة وسط تجمع سكاني تحيط بها، لحسن حظها أشجار الأوكالبتوس، تحتاج إلى سياج يقيها ويحميها من عبث العابثين وغزو الأغراب من بشر وحيوانات.
المصدر : موقع تربية بريس
الفرعية تحتاج إلى الماء والكهرباء، ما دفع بالعاملين بها إلى اللجوء إلى إغلاق المرافق الصحية حفاظا على نظافتها، ويضطر التلاميذ إلى قضاء حاجاتهم قرب شجر الفرعون المجاور للمؤسسة وفي الخلاء ويفرض على التلميذات التعامل مع هذه الوضعية بكثير من الحرص والتدبر.
غياب الكهرباء، فرض على الأساتذة باتفاق مع الإدارة التربوية اعتماد توقيت شتوي، إذ يغادرونها قبل الساعة الخامسة مساء، تفاديا للوقوع في مطبات الظلام الدامس. الخصاص دفع بالأساتذة باتفاق مع المؤطرين التربويين إلى استغلال فضاء المطعم المدرسي على صغر مساحته كقاعة للتدريس في غياب أبسط شروط التلقين والتعليم.

المصدر : موقع تربية بريس
غياب السياج تقول أستاذة عاملة بفرعية سيدي عامر، يجعلها عرضة للأغراب والفضوليين، والفلاحين الذين يتخذونها فضاء لتجميع مواشيهم للتلقيح مرة ولحمايتها من حر الشمس باستغلال ظل الأشجار مرات. غياب السياج، تقول الأستاذة ذاتها، يشجع أبناء الدوار على استغلال فضائها لممارسة هواياتهم المختلفة بين اللعب والجري من جهة والاختلاء والاختباء بقاعاتها للتدخين وتناول الكحول من جهة ثانية.
المصدر : موقع تربية بريس
وقال أحد الأساتذة العاملين بفرعية سيدي عامر، كثيرا ما تتعرض قاعات المؤسسة لهجوم من طرف الغير. وتتعرض النوافذ إلى عبث العابثين وتتعرض الأقفال إلى التكسير ما يدفع بنا إلى التصرف فيها لولوج القاعات. وكثيرا ما نعثر على بقايا قنينات الخمر وأعقاب السجائر بأرضية القاعات وقرب سبوراتها. نحن نعلم أن من يقوم بهذه الأفعال هم من التلاميذ الراسبين أو الحاقدين عن المؤسسة التعليمية، يصبون جام غضبهم عليها فيعيثون فيها فسادا. الفرعية تقع وسط أراض فلاحية، على بعد حوالي 600 مترا من الطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين الجديدة وأكادير. يصعب على العاملين بها الالتحاق بها لغياب طريق معبدة. الأوحال تعيق عملية المرور في الأيام المطيرة. أخيرا وبعد اتصالات عديدة مع المسؤولين والمنتخبين، تم وضع أتربة لتسوية الأرض وملء الحفر والمنخفضات، إلا أن عملية المرور والعبور تصبح صعبة مع أولى التساقطات المطرية.
المصدر : موقع تربية بريس
النهوض بقطاع التعليم بالعالم القروي يتطلب استراتيجية وطنية بعيدة المدى ودقيقة الأهداف، تشتغل عليها كل القطاعات الحكومية بشكل مندمج ومسؤول، حتى تعاد للتعليم بالعالم القروي صبغته الخاصة، فهو القطاع الحيوي الأول، والمنطلق الأساسي الذي يجب إعادة الاعتبار إليه.
المصدر : موقع تربية بريس
أحمد ذو الرشاد (الجديدة) 
الصباح التربوي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-