يعيشون في عالم تفاصيله مختلفة، ويتخبطون في واقع غير الواقع. إنهم أطفال في عمر التمدرس، لكنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. أطفال حرمتهم إعاقتهم، سواء الذهنية أو الحركية، من الالتحاق بالمقاعد الدراسية، وحتى اللعب مع أقرانهم والتحدث عن أحلام الطفولة وطموحاتها الكبيرة. حرمتهم الإعاقة ذاتها من الدفاع عن حقوقهم وأشياء أخرى. ولأن هؤلاء الأطفال من حقهم أن يقصدوا أيضا المدارس، أعدت لهم أقسام مختصة، فيها يتعرفون على العالم ويلتقون أشخاصا من غير عائلتهم، ويكتسبون مهارات التواصل والتعلم وغيرهما. ورغم أن الكثير يعتبر أن تلك الأقسام التي تحتضنها بعض المدارس العمومية، غير كافية، إلا أنها تفي بالغرض على الأقل، وتحقق جزءا من الهدف.
مدرسة ابن سينا بنيابة الفداء درب السلطان بأكاديمية البيضاء، من بين المدارس التي حرصت على إعداد أقسام مدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ اختارت قسمين بالطابق الأرضي خصصتهما للأطفال الذين يعانون الإعاقة الذهنية. وككل المدارس، جهزت المدرسة القسمين ليكونا مناسبين للأطفال، فالألوان فاتحة لجذب انتباههم، والألعاب مختلفة تناسب كل الحالات، وحتى الإكسسوارات ملائمة لوضعيتهم الصحية. ومن أجل أن يحظى الأطفال بكامل العناية، عينت بالقسمين مربية ومساعدتها، حريصتين على تقديم كل خدماتهما لتلاميذ من نوعية خاصة.
يحاول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة، تشكيل صور لرسومات كارتونية مختلفة من "البوزل"، اختلفت من طفل إلى آخر، حسب وضعيته وحالته الصحية، حسب ما أكدته إحدى المربيتين. نظرات الأطفال لم تفارق بعضهم البعض ولا المربيتين، وكأنهم خافوا أن تغادرا القسم وتتركاهم لوحدهم. أصواتهم كانت تعلو بين الفينة والأخرى. أحدهم كان يتحدث بكلمات غير واضحة، وكأنه يحاول كسر جدار الصمت التي كان يخيم على المكان، ثم بدأ آخر في عرض بعض مهاراته، مؤكد أنه أنجز المهمة دون مساعدة من أحد، فيما وضع البعض الآخر كل تركيزه في قطع "البوزل" التي أمامه محاولا تحدي إعاقته. المصدر : موقع تربية بريس
تقول حكيمة عمار المغاري، مربية الأطفال، التي اختارت الأقسام المدمجة بعد أن اشتغلت 20 سنة في الأقسام العادية، إن وضعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، سيما المعاقين ذهنيا، تحتاج إلى مجهود أكبر، وإلى تقنيات مختلفة من أجل التواصل معهم، وأيضا تعليمهم بعض الحروف والأرقام، مضيفة أن الهدف الأسمى، هو إدماج البعض منهم في الأقسام العادية أو حتى في أقسام الحضانة.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنها تحاول خلال الحصص التي تمتد من الاثنين إلى يوم الجمعة، تعليم الأطفال المعاقين ذهنيا أمورا قد يعتبرها الكثيرون عادية، كتحية الآخرين والرد عليها، واحترام الغير، واللعب مع الجماعة واحترام الأسبقية، بالإضافة إلى التعرف على الزمن وعلى أيام الأسبوع، وعلى ما يخص المكان.
إلى ذلك، ورغم أن إحداث الأقسام المدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كان بمجهودات وزارة التربية الوطنية، أو من خلال شراكات مع الجمعيات ذات الاهتمام بهذه الفئة من التلاميذ، يعد من الخطوات الإيجابية، إلا أن الأمر تعترضه عدد من المشاكل، أهمها غياب دورات تكوينية للمربيات، وأيضا الأدوات الخاصة والمساعدة لتحقيق الهدف المتوخى من تلك المبادرة.
المصدر : موقع تربية بريس
إيمان رضيف
الصباح
مدرسة ابن سينا بنيابة الفداء درب السلطان بأكاديمية البيضاء، من بين المدارس التي حرصت على إعداد أقسام مدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ اختارت قسمين بالطابق الأرضي خصصتهما للأطفال الذين يعانون الإعاقة الذهنية. وككل المدارس، جهزت المدرسة القسمين ليكونا مناسبين للأطفال، فالألوان فاتحة لجذب انتباههم، والألعاب مختلفة تناسب كل الحالات، وحتى الإكسسوارات ملائمة لوضعيتهم الصحية. ومن أجل أن يحظى الأطفال بكامل العناية، عينت بالقسمين مربية ومساعدتها، حريصتين على تقديم كل خدماتهما لتلاميذ من نوعية خاصة.
يحاول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة، تشكيل صور لرسومات كارتونية مختلفة من "البوزل"، اختلفت من طفل إلى آخر، حسب وضعيته وحالته الصحية، حسب ما أكدته إحدى المربيتين. نظرات الأطفال لم تفارق بعضهم البعض ولا المربيتين، وكأنهم خافوا أن تغادرا القسم وتتركاهم لوحدهم. أصواتهم كانت تعلو بين الفينة والأخرى. أحدهم كان يتحدث بكلمات غير واضحة، وكأنه يحاول كسر جدار الصمت التي كان يخيم على المكان، ثم بدأ آخر في عرض بعض مهاراته، مؤكد أنه أنجز المهمة دون مساعدة من أحد، فيما وضع البعض الآخر كل تركيزه في قطع "البوزل" التي أمامه محاولا تحدي إعاقته. المصدر : موقع تربية بريس
تقول حكيمة عمار المغاري، مربية الأطفال، التي اختارت الأقسام المدمجة بعد أن اشتغلت 20 سنة في الأقسام العادية، إن وضعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، سيما المعاقين ذهنيا، تحتاج إلى مجهود أكبر، وإلى تقنيات مختلفة من أجل التواصل معهم، وأيضا تعليمهم بعض الحروف والأرقام، مضيفة أن الهدف الأسمى، هو إدماج البعض منهم في الأقسام العادية أو حتى في أقسام الحضانة.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنها تحاول خلال الحصص التي تمتد من الاثنين إلى يوم الجمعة، تعليم الأطفال المعاقين ذهنيا أمورا قد يعتبرها الكثيرون عادية، كتحية الآخرين والرد عليها، واحترام الغير، واللعب مع الجماعة واحترام الأسبقية، بالإضافة إلى التعرف على الزمن وعلى أيام الأسبوع، وعلى ما يخص المكان.
إلى ذلك، ورغم أن إحداث الأقسام المدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كان بمجهودات وزارة التربية الوطنية، أو من خلال شراكات مع الجمعيات ذات الاهتمام بهذه الفئة من التلاميذ، يعد من الخطوات الإيجابية، إلا أن الأمر تعترضه عدد من المشاكل، أهمها غياب دورات تكوينية للمربيات، وأيضا الأدوات الخاصة والمساعدة لتحقيق الهدف المتوخى من تلك المبادرة.
المصدر : موقع تربية بريس
إيمان رضيف
الصباح