جَهز أطفالك للمستقبل

الصورة من موقع تربية بريس
جهز أطفالك للمستقبل، جملة يُواجهُ بها كثير من الرجال اليوم نظرا لمتطلبات العصر و ما تفرضه العولمة على الجيل الجديد من متطلبات جعلت كل ما هو عادي غير مطلوب أو غير مستحب، دائما البحث عن الجديد و التميُز، مع أن من يقول هذه الجملة في الغالب لا يقصد تهيئ الأطفال للعيش في عصر أكثر تعقيدا و متطلبات بقدر ما يقصد أن توفر لهم مالا يكفيهم بعد موتك؛ فهل المال في هذا العصر يمكن أن يؤمن مستقبل أبنائنا؟
  المصدر : موقع تربية بريس
من خلال دراستي للعديد من الحالات التي عاشها مجموعة ليست بالصغيرة من الأسر، أجيب عن هذا السؤال بالنفي و بكل حزم فالمال غير كافٍ ليُؤمن مستقبل الأبناء و كم من تجارب و حقائق قيلت لنا أو عايشناها تؤكد أن المال ليس رأس مال المستقبل بل التربية و القيم و المهارات و القدرات الحياتية المختلفة من تواصل و اتخاذ للقرارات و فنون الإقناع و التسويق.
  المصدر : موقع تربية بريس
هناك حالتان واضحتان لعائلتين مختلفتين العائلة الأولى كان الأب فيها يجمع المال ليلا نهارا مهملا كل عائلته زوجته و أطفاله، منع الأطفال من الدراسة من أجل مساعدته على جمع أكبر قدر من المال و كان لسان حاله دائما يقول إني أجمع هذه الثروة من أجلكم أنتم يا أبنائي، إنكم تعملون في مالكم الخاص.

أما العائلة الثانية فهي عائلة متوسطة الدخل لكن رب الأسرة واعٍ بمتطلبات العصر؛ كافح من أجل دراسة أبنائه كان دائما يقول عَليكم بالدراسة و أنا أكفيكم لكل شيء تحتاجونه، أطلبوا و أنا طوع أمركم، حتى أنه باع منزله وعاش بمنزل مستأجر من أجل أن يكمل أحد أبنائه الدراسة بدولة أجنبية.
  المصدر : موقع تربية بريس
عند تتبع نهاية التجربتين فالأسرة الأولى بعد و فات الأب تشتت بل و تصارع الأبناء حول إرث الأب ثم بعد ذلك لم يستطع أي ولد من أبنائه أن يحافظ
  المصدر : موقع تربية بريس
على الثروة التي ورثها بل سالت من بين أيديهم كما يسيل الماء من بين الأصابع ، بينما الأسرة الثانية استطاع الابن الذي سافر للدراسة بالخارج من التفوق على أقرانه فأصبح كاتبا دائما بأحد الجرائد بهذه الدولة و كذلك أستاذا بجامعة عريقة بالمغرب ، واستطاع أن يعوض عائلته على كل ما أنفقته ومكان المنزل القديم امتلكت الأسرة منازل، و فخرا لكل العائلة بل لبلده والمسلمين.
  المصدر : موقع تربية بريس
إن التجربتين تبينان بوضوح أن رأس مال المستقبل ليس المال بل العامل البشري و قدرته على التَميُز، لذلك كان على كل الآباء أن يجتهدوا في تعليم أبنائهم في أحسن المدارس، فاختيار المدرسة من أكبر عوامل تفوق الطالب لأن هناك مدارس مستوى التلاميذ بها أحسن عشرين مرة من مستوى تلاميذ مدارس أخرى، و هناك مدارس يذهب لها الطفل جاهلا مُتخلقًا و يخرج منها جاهلا بدون أخلاق.
  المصدر : موقع تربية بريس
بالإضافة لحسن اختيار المدرسة لابد من الانتباه لتقوية الجانب القيَمي والأخلاقي لذا الأطفال فالعالم اليوم بفعل العولمة أهمل كل ما هو معنوي لفائدة ما هو مادي، و أصبحت القاعدة أن كل شيء قابل للبيع ، لذلك علينا أن نربي أبنائنا و نحتهم على التمسك بأخلاقهم و قيمهم لأن الأخلاق و القيم في هذا العصر أصبحت عملة قيمة إن لم نقل نادرة .
  المصدر : موقع تربية بريس
ثالثا لابد من التركيز على مهارات الحياة و مهارات التفوق مثل : مهارة الاختيار و اتخاذ القرار و مهارات القيادة و فن التواصل و الإلقاء و الإقناع ، كل هذه المهارات لابد أن تُصقل و تُنمى منذ الصغر و لابد من التدرب عليها في مواقف الحياة المختلفة.
  المصدر : موقع تربية بريس
هذه ثلاث أشياء أعتبرها أساس البناء لجيل النهضة و التميز، بالإضافة لمقومات أخرى لا يتسع المكان لذكرها.
  المصدر : موقع تربية بريس
محبرة الحكيم :

العالم اليوم لا يَعترف إلا بالتميز و التفوق، ولا يعطي قيمة لما هو عادي؛ فَلنربي أبنائنا كما قال العرب قديما لجيل غير جيلنا، و لنَحظَر أن نربي جيلا عاديا لا يملك مقومات النجاح و التميز و القيادة و لِنَتذكر أن أغلى أهدافنا جيل النهضة، جيل يقود العالم و يسوده كما فعل أسلافه.
  المصدر : موقع تربية بريس
  ذ.عبد الخالق نتيج
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات