هذا ما كانت تنتظره الدولة !
مر "موسم" موازين بخير و "سلت الدولة الشوكة بلا دم" - رغم الاحتجاجات التي سبقت تنظيمه : احتجاجات حركة 20 فبراير ، و الاحتجاجات المنادية بإلغاء موازين ، احتجاجات المعطلين ، احتجاجات الشغيلة المغربية : التعليم ، الصحة ....-
و رقصت شاكيرا و غنت و قدمت لبنات بلدنا دروسا مجانية في فن الرقص و هز "البوط" ، فأخذت الدولة تكشر عن أنيابها ، و ترفع "الزرواطة" في وجه كل من احتج و قال "لا" ، لا للظلم ، لا للاستبداد ، لا للفساد ، لا لهضم الحقوق... وقدمت لنا دروسا في فن الركل و الرفس و استعمال الزرواطة ، قيدت لها أناس نزعت الرحمة من قلوبهم ، و زينت لهم سوء أعمالم....
فبعد أن عرفت مسيرات حركة 20 فبراير قمعا كبيرا من قبل السلطات أمس الأحد في أغلب المدن ، هاهي ذي مسيرة العزة و الكرامة اليوم لأساتذة " الزنزانة 9 " تنال نصيبها مما جادت به أيادي المخزن : كر و فر ، ضرب و جرح ، قمع و إهانة .... فمرغت بذلك كرامة رجال و نساء التعليم في التراب ، و أطاحت بعزة هاته المهنة الشريفة ، و أظهرت النقابات بمظهرالعبد الضعيف الذي لا يملك سوى لغة التنديد و الشجب و الإدانة .
لا تنديد هذه المرة ، صمت رهيب خيم على الساحة النقابية اليوم ، لا أحد ينبس ببنت شفة ، هل هو السكون الذي يسبق العاصفة أم هو السكون الذي يعرفه الجسد بعد خروج الروح منه ، هو كذلك....
هاهم إخواننا قد أوذوا و ضربوا و جرحوا و سالت دماؤهم ، فما نحن فاعلون ؟ و ما أنت فاعلة أيتها النقابات ؟ فإن قبلنا بالإهانة فنحن أهل لها و إن رضيت بها النقابات فقد خانتنا و لا زالت تخون....
معلم مقهور