باحث يدعو لإعلان سنة تعليمية بيضاء واعتماد تدريس جهوي

أعد سعيد جنانات، الباحث الاستراتيجي المغربي المقيم بدولة قطر، مشروعا يرمي من خلاله إلى تطوير المنظومة التعليمية بالمغرب حتى تواكب تطورات العصر الحديث بما يخدم مخرجات التعليم والنهوض بالأمة مستقبلا، وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل ومتطلبات الحياة وحل المشاكل.

ودعا اجنانات إلى إعلان سنة بيضاء يوقف خلالها التعليم بجميع المدارس المغربية وإعادة تأهيل الأساتذة والتربويين خلالها، والبدء بتعليم التلاميذ وفق أسلوب قائم على البحث والاعتماد على الذات بعيدا عن أسلوب التلقين والتقيد بالكتاب المدرسي والمناهج وجعل التلميذ هو المعلم والمعلم هو المؤطر أو الموجه، وتخريج جيل جديد قادر على إتباع طريقة التفكير العلمية في حل المشاكل سواء منها الفردية أو الاجتماعية.

ويرى الباحث المغربي أن للمدارس استقلالية في وضع المناهج الخاصة، وفق تعليم جهوي حيث تستأثر كل جهة بتعليم أطفالها وشبابها تعليما خاصا يليق باقتصادها وما تنتجه أو ما تصنعه، مشددا على أنه لا يمكن تلقين تلامذة القرى نفس ما يدرسه تلامذة المدن وأن لكل خصوصيته التي يجب احترامها، والتركيز على تلقين اللغات عبر تعليم عشر لغات عبر ربوع المملكة، وثلاثة لكل فرد حسب اختياراته.

وأوصى صاحب "المشروع الإصلاحي" بتحديد سن 15 سنة لإنهاء المراحل الدراسية النظرية وتخصيص الباقي للتعليم التطبيقي، أو أن يكون هناك مناهج نظرية وأخرى تطبيقية في المناهج العلمية كالصناعة والزراعة. مع إلزامية تحفيظ القرآن الكريم بالكامل والتفسير خلال المدة التدريسية مع إجبارية قراءة الكتب والمؤلفات بمعدل كتاب في الشهر طيلة فترة التمدرس.. كما يقترح اجنانات وضع مناهج خاصة بالطلاب حسب الجنس، وفق مواد تناسب الذكور وأخرى تناسب الإناث حتى يكون تكامل بين الجنسين في الحياة الاجتماعية وتكوين أسرة قوية صالحة للمجتمع.

ودعا اجنانات إلى إعادة النظر في هندسة المدارس والمرافق بحيث يجب أن تكون مناسبة للطلبة والطالبات لقضاء يوم دراسي مريح بدلا من الوضع الحالي الذي هو عبارة عن فصول أو غرف ضيقة غير صحية نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، مقترحا أن تكون المدارس عبارة عن مساحات مفتوحة تتخللها مناطق خضراء وليست سجونا تورث نقص النظر. داعيا إلى استغلال مدارس بعد الظهر للأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية. على أن يعاد النظر في توقيت الحصص الدراسية لتكون من الثامنة صباحا إلى الساعة 12 ظهرا.

وقال سعيد اجنانات، في تصريح لجريدة هسبريس، إن على المغاربة محاسبة الوزراء منذ 60سنة خلت بسبب وضعية التعليم المتردية بالرغم من الأموال التي صرفت دون نتيجة تذكر، متسائلا عن رغبة المغاربة جميعا في التوظف لدى الدولة التي وضعت نفسها في هذا المأزق بنوعية التعليم الموجه لأبنائها عوض تعليمهم قيمة أن يكون المغربي عصاميا يتحرك ويجتهد ويعمل بجد ولا ينتظر وظيفة مريحة لدى الدولة.

وفي خضم موجة التسريبات والغش التي طالت الامتحانات بالمغرب، اقترح اجنانات أن تكون جميع الامتحانات تطبيقية وتخضع لمساءلة معارف التلميذ حول ما يجيد فعله بعيدا عن استحضار المعلومات والاعتماد على الذاكرة. موصيا بنزع التعليم من بين يدي الدولة وإسناده للخواص، خاتما توصياته باعتماد تعليم يخرج علماء وصانعين ومبتكرين ومنتجين وليسوا مجرد موظفين ومستهلكين.

عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-