كارثة تربوية… الغش يرتفع بنسبة 132 في المائة

الساسي يتهم موقعا إلكترونيا بتسريب امتحان الرياضيات ويطالب بضمان الأمن الإلكتروني

كشف محمد الساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه بوزارة التربية الوطنية، عن كارثة تربوية همت الأسر والمدرسة المغربية، لأن نسبة الغش في امتحانات الباكلوريا، ارتفعت بنسبة 132 في المائة، خلال يونيو الجاري، مقارنة مع دورة 2014 ، إذ تم ضبط 3066 حالة تهم فقط لحظة اجتياز الامتحان، دون فترة التصحيح، الذي تظهر أن أوراق ممتحنين تتضمن إجابات متشابهة في الأخطاء، وغش بين لما سرب أيضا، وكذا في الدورة الاستدراكية.

وأكد الساسي، في حديثه إلى نواب لجنة التعليم والاتصال، أول أمس(الاثنين)، أن إجمالي حالت الغش المضبوطة، خلال الدورة العادية والاستدراكية، وأثناء التصحيح، سجلت 6957 حالة سنة 2014، مقارنة مع 7263 في 2013، و3112 حالة في 2012، و1020 حالة في 2011.

كما أظهرت الإحصائيات أن المرشحين الأحرار هم الأكثر غشا بـ 52 في المائة، رغم أن نسبة مشاركتهم لا تتعدى 16 في المائة من إجمالي الممتحنين .

وأكد الساسي أن 53 في المائة من حالات الغش، تم رصدها خلال عمليات التصحيح، في حين أن 47 في المائة رصدت خلال لحظة اجتياز الامتحان، كما تبين أن الهاتف المحمول والوسائط الإلكترونية تشكل الوسيلة الأكثر استعمالا بنسبة 54 في المائة من حالات الغش في 2014 و 51 في المائة في 2013 و 67 في المائة في 2012.

واتهم الساسي مباشرة موقعا إلكترونيا، لم يسمه، بأنه وراء التسريب، ولأول مرة في تاريخ امتحانات الباكلوريا، وهو موقع غير معروف من ذي قبل، لكن الساسي عجز عن كشف الجهة المشتغلة في الوزارة التي سربت موضوع الامتحان لهذا الموقع، مكتفيا بالقول إن التسريب حدث ما بين الساعة الثالثة والنصف والرابعة من صبيحة اليوم المقرر لإجراء الاختبار، الذي هو يوم الأربعاء 10 يونيو 2015، ما أعدم إمكانية التدخل لاستبدال الموضوع الرئيسي للدورة العادية بالموضوع الاحتياطي الذي كان متوفرا، خصوصا أن الموضوع المذكور يهم 214 ألفا و730 مترشح، وهو ما يمثل 42.31 في المائة من إجمالي المترشحين لهذه الدورة.

وأوضح الساسي أن تداول تسريب الاختبار رافقته احتجاجات في عدد محدود من مراكز الامتحان، بلغت إلى حد إلحاق أضرار بالتجهيزات، وتحريض التلاميذ على تعطيل عملية الامتحان، والخروج للتظاهر في الشارع، كما تم الترويج المكثف لإشاعة تسرب اختبار مادة الفلسفة الذي كان مبرمجا إجراؤه بعد زوال اليوم نفسه، وكذا موضوع مادة علوم الحياة والأرض الذي كان مبرمجا طرحه صبيحة اليوم الموالي، إذ تأكد أن الأمر يتعلق بنشر كاذب لمواضيع دورات سابقة، يعاد تركيبها بوضع رموز الوزارة للإيحاء بأنها اختبارات حديثة، ووضع أجوبة خاطئة لها، مع استمرار التشويش على الامتحان بنشر بعض المواقع الإلكترونية مواضيع سابقة للامتحان الجهوي للسنة أولى باكلوريا والامتحان الجهوي لنهاية السلك الإعدادي.

وأكد الساسي أن اللجنة الوطنية هي المسؤولة عن جميع مراحل الامتحانات، مضيفا أن مديري الأكاديميات يتولون تسليم مواد الامتحانات للنواب والنائبات من اليد إلى اليد، ويتسلمها كل مركز امتحان في ظرف مغلق.

واقترح الساسي إرساء نظام جديد ومتكامل للأمن الإلكتروني خاص بالامتحانات المدرسية والمهنية، وتكثيف استعمال التكنولوجيا الحديثة في تدبير الامتحانات للتقليص من عدد المتدخلين، واستعمال أجهزة التشويش على الهواتف المحمولة والوسائط الالكترونية بمراكز الامتحان.


عن جريدة الصباح
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-