رسالة إلى المدرسات والمدرسين بمناسبة اليوم العالمي للمدرس 5 أكتوبر 2015

في مثل هذا اليوم من كل سنة، تحتفل بلادنا والمجتمع الدولي، باليوم العالمي للمدرس تكريما له على الرسالة النبيلة التي يضطلع بها في تنشئة الأجيال الصاعدة وتعليمها وتربيتها على القيم الفاضلة، ومن ثمة إعدادها لقيادة قاطرة التنمية ببلادنا.

وبهذه المناسبة، أود أن أنوه بالمجهودات التي بذلتموها في الموسم الدراسي الفارط. كما أتمنى لكم جميعا، بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، عودة ميمونة وسنة دراسية موفقة، آملا بذل المزيد من الجهود لإنجاح هذا الموسم الدراسي الذي سيعرف عدة مستجدات إصلاحية.

وكما تتبعنا جميعا بمناسبة عيد العرش المجيد، الخطاب الملكي السامي ليوم 30 يوليوز 2015 الذي جدد فيه جلالته التأكيد على إصلاح التعليم، حيث شدد على أن إصلاح هذا القطاع الاستراتيجي يظل "عماد تحقيق التنمية، ومفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي، وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر ومن نزوعات التطرف والانغلاق. لذا، ما فتئنا ندعو لإصلاح جوهري لهذا القطاع المصيري، بما يعيد الاعتبار للمدرسة المغربية، ويجعلها تقوم بدورها التربوي والتنموي المطلوب".

وكما هو المعهود، فقد ساهم العديد منكم بفعالية ونجاعة وجدية في اللقاءات التشاورية، التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، حول المدرسة المغربية سنة 2014، وكذا في لقاءات التقاسم والإغناء حول التدابير الإصلاحية ذات الأولوية، المنبثقة عن اللقاءات التشاورية، خلال الموسم الدراسي المنتهي، وأغتنم هذه المناسبة لأجدد لكم شكري على المجهودات التي قمتم بها في هذا المجال.

وبالرجوع إلى الاختيارات والتوجهات الاستراتيجية التي اعتمدها المجلس الأعلى وكذا مضامين هذه الرؤية، فإنها تضمنت مختلف التدابير ذات الأولوية، التي تمت صياغتها انطلاقا من اقتراحاتكم وكذا من اقتراحات شركاء الوزارة ومختلف فعاليات المجتمع إلى جانب تحليل عدة تقارير وطنية ودولية حول وضعية منظومتنا التربوية، من أجل معالجة إشكاليات آنية.

وسيعرف هذا الموسم الدراسي الجديد، تنزيل مجموعة من هذه التدابير للشروع في تفعيل مقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 من خلال معالجة بعض الاختلالات الملحة التي تعرفها منظومتنا التربوية.
 

ولعل تحقيق هذه التدابير الإصلاحية لأهدافها والنتائج المرجوة منها لا يمكن أن يتأتى دون انخراطكم التام والمعهود في هذا الورش الهام إلى جانب باقي الفاعلين والشركاء.

وإنني كلي يقين أنكم لن تدخروا أي جهد في سبيل تحقيق هذا المبتغى، حتى نكون جميعا في مستوى توجيهات صاحب الجلالة نصره الله الذي شدد على أن "مستقبل المغرب كله يبقى رهينا بمستوى التعليم الذي نقدمه لأبنائنا".



وفقنا الله لما فيه خير ناشئتنا 
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات