الأسد الذي يخشى الضيعة

الأستاذ يوسف اجنيفي
أستاذ مادة الرياضيات بثانوية الأمل التأهيلية نيابة طاطا

في الضيعة النموذجية لا يمكن أن نميز بين الإنسان والحيوان، والضيعة هي ساحة للقتال بين الأسود والذئاب بحضور الديك والخرفان، ولهذا سأحكي لكم حكاية عن صديقي الأسد الذي تولدت عنده غيرة على الضيعة مؤخرا.


إنها حكاية أجهل نهايتها لكنني سأحكي بدايتها، كان الأسد راضيا تمام الرضى عن وضعية الضيعة في زمن الذئب، لم يكن يحرك ساكنا أمام الديك الذي يحكم الضيعة فالذئب حاضر بقوة للدفاع عليه والأسد وحيد بينهم .


اختلط على البعض منا وضع الضيعة أنداك،  فأصبح لا يميز بين الديك والذئاب، بين الأسود والخراف، فهناك خراف تستأسد، وأسود صارت أرحم علينا من الخراف، بينما اشتركت الذئاب في مسابقات ملكات جمال الحيوانات التي تجري برعاية الثعلب.
الأسد بحاجة إلى من يسانده في حربه ضد الذئب الذي سمع منه أنه يفكر بإنهاء حكمه، وفعلا وقع ما وقع وجاء حاكم جديد.


لم تهدأ الأحوال بالضيعة في عهد حاكمها الجديد ، فقد عاد التوتر بين الأسد والديك حول موضوع الضيعة في غياب تام للذئب.


في الضيعة اصطبل للحيوانات، بقرة ودواجن وماعز وخرفان، بعض الخرفان تلبس العمائم، ويتبرك منها الناس، وبعضها الآخر يركب الجمال ، وتبتعد عن الجدال، دورهم التصفيق والصراخ بكلمة صحيح على الفائز في المعركة، لا يهمهم من يكون مادام الفوز من نصيب القوي .


بدأ الأسد بالزئير لكن لا أحد يبالي، هددهم بنشر الغسيل وكشف المستور ولا أحد يبالي، وقف في حيرة من أمره وبدأ مستغربا خائفا، لأنه وكما يعلم الجميع الزئير يسمع من بعيد لكن الأسد يخاف من صوت الديك.


رغم أن صديقي الأسد غريق فهو سعيد، وأتمنى دوما أن يبقى سعيدا. 


هذه الحكاية ليست فكرة محددة تطرح لإثارة الجدل أو الخلاف ولكنها حكاية قد تثير الوعي والتفكير أكثر من الجدل العابر، أعتقد أنها يجب أن توضع في المكتبة او المقالات، هي ليست مقالة، وليست دراسة، وليست مجادلة فكرية، ولكنها عمل ابداعي رمزي بسيط  .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-