المنسقية الوطنية للملحقين التربويين وملحقي الإدارة والإقتصاد: قراءة في دواعي التأسيس؟

الصورة من موقع تربية بريس
تربية بريس
إسماعيل قرقبو
  المصدر : موقع تربية بريس
تفضلت عدد من المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية خلال الآونة الأخيرة بتغطية بعض الوقفات والإعتصامات الخاصة بالملحقين التربويين وملحقي الإدارة ، حيث تطرقت فيه إلى احتجاجات واعتصامات الملحقين التربويين منذ بداية الموسم الحالي، توجت بالوقفة الحاشدة التي نظمت يوم 28 دجنبر 2011 أمام مديرية الموارد البشرية بالرباط، وكذا المواقع الإلكترونية تربية بريس وتربويات اللتين أشارتا إلى عزم المنسقية إلى خوض إضرابات متسلسلة بعد توقف لإنهاء ترتيبات تشكيل الحكومة وجس نبض الوزارة... هذا في وقت يتساءل فيه البعض عما تريده هذه المنسقية والإمعان في تأويل مقاصدها إن سلبا أو إيجابا.
المصدر : موقع تربية بريس
بداية،وجب التنبيه إلى أن الملحقين التربويين قد عقدوا لقاءات ومشاورات على طول الموسم الدراسي 2010/2011، توجت بالإعلان عن تأسيس المنسقية الوطنية للملحقين التربويين وملحقي الإدارة والإقتصاد. وجاء هذا الإعلان بعد سلسلة من المداولات والمشاورات بين عدد من الملحقين التربويين في ربوع المغرب، حيث ارتأوا ضرورة التعجيل بلم الشمل ورص الصفوف للدفع بسكة النضال المنظم، والذي يقطع مع كل أشكال اللامبالاة والإنتظار الغير المجدي والقاتل اتجاه فئة تعطي أكثر مما تأخذ. وإن المتتبع لكرونولوجيا تشكل هذه التنسيقية ليؤمن ببداهتها وضرورتها اعتبارا للأسس والمرتكزات التي تقوم عليها، نذكر منها:
المصدر : موقع تربية بريس
- اعتبارا لكون الملحق التربوي قدم خدمات جليلة وأعطى الكثير والكثير للإدارة التربوية حتى أضحى ركيزة من الركائز الأساسية التي لا مندوحة عنها في العملية الإدارية التربوية سواء داخل المؤسسات التعليمية أو النيابات أو الأكاديميات، في وقت لم ينل فيه حظه من الإمتيازات والتعويضات والتحفيزات على غرار باقي الفئات والأطر الإدارية.
- لكون الملحق التربوي قام ويقوم بما هو مطالب به وزيادة ،حيث يسهر على المشاركة في التحضير للدخول المدرسي سواء من خلال إعداد لوائح التلاميذ وجداول الحصص، أو تحديد حاجيات المؤسسة التعليمية والإسهام في كل العمليات المرتبطة بتسيير وتدبير الشأن التربوي بالمؤسسة أو الإدارة التي يتواجد بها، والقيام بعملية تسجيل التلاميذ قبل بدء الدخول المدرسي ومسك وثائقهم وتكوين ملفاتهم، ثم تتبع حركية التلاميذ ومواكبة مسارهم التعليمي وضبط انضباطهم وغيابهم مع ما يترتب عن ذلك من مشاكل شبه يومية مع التلاميذ قد تصل حد تعرضه للعنف ومختلف أنواع العوامل المهددة لراحته البدنية والجسدية والذهنية. كما يندرج من مهامه أيضا تدبير شؤون المستندات والخزانات والقاعات متعددة الوسائط في حال تواجدها، مع القيام بأعمال الكتابة الإدارية والمسك المعلوماتي للمعطيات والإحصائيات، والمساهمة في مختلف الأنشطة الثقافية أو التربوية التي تنظم من حين لآخر، وهلم جرا من مهام ومسؤوليات لا تنتهي. وهو الشيء الذي " جعل منه شخصا في عدة أشخاص " أو شخصا متعدد الإختصاصات بتعبير البعض... فمن باب تسمية الأمور بمسمياتها فالملحق يقوم بمهام وأدوار تتجاوز اختصاصا ته، أفلا يستحق ذلك تبويئه مقاما أفضل ووضعا أريح ، من خلال تمكينه من الإمتيازات والتحفيزات التي يستفيد منها باقي أطر الإدارة التربوية لا أقل ولا أكثر...
- استيعاب غالبية الملحقين التربويين أن استمرارهم في العمل بهذه الكيفية وبدون آفاق مستقبلية واضحة إنما هو مضيعة لمزيد من الوقت وهدر للعمر، خصوصا وأن معظمهم قد قاربوا سن التقاعد في ظل غياب أي اهتمام أو رغبة في إصلاح ما يمكن إصلاحه أو في أضعف الأحوال التأخير والبطء القاتل في علاج ما يمكن علاجه وإصلاحه.
- معاناة هؤلاء من تراكم الضغط على مستوى الجهود المبذولة من قبلهم في غياب أي التفاتة لوضعهم " الشاذ "، مما جعلهم أمام ضغوطات نفسية رهيبة بسبب طول أمد الإنتظارية وبقاء الحال على ماهو عليه، بحيث صار تهميشهم هاجسا مرعبا وشبحا مخيفا يهدد استقرارهم الإجتماعي وأمنهم الروحي والنفسي، بالرغم من عبء المسؤولية وتنوع الإكراهات والمخاطر ( وما مخاطر صيانة الأرشيفات والحفاظ على المخزونات والمؤن وغيرها بالنسبة للمكلفين بالإدارة وتبعات القيام بالتجارب العلمية بالنسبة لمحضري المختبرات إلا نموذجان بسيطان).
- عدم تحيين الوزارة للمنظومة التشريعية أو التأخر في تعديل بعضها خلق فجوة عميقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها فضيحة بامتياز ارتكبتها الحكومة السابقة، والمتمثلة في إقرار فوج 2011 في السلم 10 ثم إقرار مدمجي الماستر في السلم 11 رغم كونهم مدمجين بشكل مباشر ، في وقت لم تعمل فيه على تصحيح وضعية فوج 2010 وغيرهم كثير والقابعين في السلم 9 رغم توفرهم على الإجازة وولوجهم الوظيفة من بابها القانوني عبر قنطرة المباراةّ؟؟؟ والسؤال المطروح بحدة : متى سيتم إنصاف هؤلاء ؟ وكيف ؟...

المصدر : موقع تربية بريس
لهذه الأسباب وغيرها مما لا يتسع المجال للتطرق إليها كلها، ارتأى الملحقون التربويون تأسيس منسقيتهم وتسطير برنامج نضالي ليس حبا في الإضراب والإحتجاج أو رغبة في تناسل المنسقيات والحركات الإحتجاجية كما يدعي بعض الحانقين أو" الجاهلين "، بل يروم تبليغ الرسائل التالية:
المصدر : موقع تربية بريس
+ الدفاع عن الملحقين التربويين وأحقيتهم في الإمتيازات ومنظومة منصفة للترقية على غرار باقي الفئات التربوية.
+ كشف وفضح كل المحاولات الرامية إلى التغاضي عما قدمته هذه الفئة من خدمات للإدارة التربوية حيث شكلت بتعبير البعض " قطع غيار لسد الثغرات ومواجهة الخصاص "، ولفت الإنتباه إلى ملفهم الذي طاله التهميش والنسيان حدا غير معقول.
+ استنكار سياسة الصمت والتجاوز واللامبالاة التي ينهجها مسؤولوا هذا البلد اتجاه فئة تعطي دون أن تأخذ على قدر ما تبذل من جهود.
+ ضرورة التعامل معهم مستقبلا على أنهم " مواطني حقوق" عوض أن يظلوا " مواطني واجبات" تنجز بفضلهم وبواسطتهم كل المهام والمسؤوليات...

المصدر : موقع تربية بريس
وعطفا عليه، فالكرة الآن في ملعب وزارة التربية الوطنية على وجه الخصوص والحكومة الجديدة بشكل عام لإيجاد حلول مرضية لكل الأطراف صونا للحقوق والمكتسبات. فمن جهة ستكون قد ردت الإعتبار لفئة طالها النسيان والتهميش حدا لا يطاق مع تفعيل مبدأ الإستحقاق والإنصاف في إسناد الخدمات وما يترتب عنها من جزاء، ومن جهة ثانية أن تضع في الحسبان معالجة كل الإختلالات القانونية والتشريعية والأخلاقية التي تعج بها المنظومة التربوية كيما يتم العمل على إعادة بناء القيم التربوية على أسس متينة وواضحة ومنصفة حتى يسهم الجميع في الإصلاح التربوي المنشود ويكون الكل في قلب المنظومة التربوية لا على هامشها ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-