التقرير العام لأشغال المجلس الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية

انعَقد بحمد الله وفضله المجْلس الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، في دورته العادية كما ينُص على ذلك الفَصل العاشرُ منالقانون الأساسي للجمعية، والذي يُعتبر أعلَىهيئة تقريرية بعد المؤتمر الوطني، وذلك خلال اليومين 23-24 صفر 1439هـ/12-13 نونبر 2017م، بمدينة الدار البيضاءالتي عرفت جهتها تأسيس أحد عشر فرعا للجمعية خلال الموسم الفارط2016/2017.

واختار المكتب الوطني للجمعية شعار: “عَطَاءٌ-تَجْدِيدٌ-اسْتِمْرَارِيَّةٌ” لفعاليات المجلس الوطني، الذي يتزامن مع الذكرى الفضية 25 سنة لتأسيس الجمعية03 جمادى الثانية1413هـ/28 نونبر 1992م

1. فعاليات اليوم الأول الأحد 23صفر 1439هـ/ 12 نونبر 2017م:

خُصصت صبيحةُاليوم الأول لاجتماع المكتب الوطني للجمعية ، والذي تدارس فيه جدول أعمال مكثف، فبعد كلمة رئيس الجمعية الأستاذ محمد الزباخ التي رحب فيها بأعضاء المكتب وخاصة بالأعضاء الجدد المُلحَقين، نوه بالمجهودات التي قام بها أعضاء المكتب الوطني، سواء من ناحية تمتين البناء الداخلي للجمعية من خلال تجديد مكاتب بالفروع أو تأسيس فروع جديدة، حيث وصل عددها إلى 58 فرعا على صعيد الوطن، أو من ناحية تأطير الندوات والأيام الدراسية والتكوينية التي انكبت على مقاربة المنهاج المراجَع، حيث تم تنظيم أكثر من 43 فعالية على المستوى الوطني، أو من ناحية المتابعة الحثيثة لاصدار المذكرة البيداغوجية الموجهة إلى الجهات المعنية من أجل معالجة الاختلالات التي عرفتها السنة التجريبية لتنزيل المنهاج، وختم كلمته بإعطاء الانطلاقة الفعلية للاحتفال بالذكرى الفضية الجمعية.

بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ إبراهيم الخليل عضو المكتب الوطني الذي قدم التقرير الأدبي للمدارسة والمناقشة ثم المصادقة، من بعده أخذ الكلمة الأستاذ عزيز القصطالي نائب أمين المال، الذيقدم تقرير مفصلا حول مالية الجمعية.

ناقش السادة أعضاء المكتب الوطني التقريرين مناقشة مستفيضة وعميقة، وتمت المصادقة على التقريرين، بعد التعديل والتنقيح، من أجل عرضهما أمام انظار أعضاء المجلس الوطني.

في غضون ذلك قُدممشروع البرنامج السنويالوطني للجمعية، والذي اشتمل على محاور متنوعة ومتعددة، مركزا على إعطاء الإشارة للاحتفال بالذكرى الفضية على تأسيس الجمعية في كل الفروع.

أما الفترة الزوالية والتي امتدت إلى منتصف الليل، فخصصت لفعاليات المجلس الوطني، والذييتكون من أعضاء المكتب الوطني وكُتَّاب الفروع أو من ينوب عنهم.

استُهل اللقاء بتلاوة ندية لآيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ محمد الزباخ، مذكرا بسياق هذا القاء المبارك والذي يعتبر محطة أساسية في تطوير عمل الجمعية وتجويد عرضها التربوي، ومنوها بالمجهودات التي يبذلها المكتب الوطني أو مكاتب الفروع في خدمة المادة، رغم العقبات والمثبطات، ثم ذكر ببعض أهداف الجمعية والمتمثلة في:

• تثبيت مادة التربية الإسلامية وتقوية مكانتها في منظومتنا التعليمية.
• الإسهام في تثبيت القيم التربوية الأصيلة و المحافظة على مقومات الهوية المغربية.
• التنسيق بين مختلف الأطر المهتمة بتدريس التربية الإسلامية.
• المشاركة في الرفع من مستوى تدريس هذه المادة وتطوير مناهجها وطرقها البيداغوجية ووسائلهاالتعليمية.
• تعزيز الشراكة والتعاون مع الجهات الرسمية والجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك وطنيا ودوليا.

بعد ذلك أُحيلت الكلمة على الأستاذ كمال وجاد عضو المكتب الذي أبدع وأمتع في رسم لوحة بانوراميية عن مستجدات الدخول المدرسي، ابتداء بالمذكرة التنظيمية للدخول المدرسي وانتهاء بمذكر الدخول إلى مسلك الإدارةالتربوية، مرورا بأحداث ووقائع وآفاق ومواقع المنظومة التربويةوالتعليمية، خاصة ما له ارتباط بالمنهاج المراجع للمادة فهما وتنزيلا، نقدا وتأويلا.

ثم عُرض التقريران الأدبي والمالي من طرف الأستاذ إبراهيم الخليل والأستاذ عزيز القصطالي على التوالي، ليُفتح باب النقاش أمام السادة أعضاء المجلس الوطني، الذين لم يبخلوابآرائهم ومقترحاتهم تصويبا وتعديلا، تدقيقا وتعميقا.

ومن التقرير الوطني إلى تقارير الفروع وتجاربهم الرائدة وأنشطتهم المتميزة والمتنوعة من أجل التقاسم والتشارك، وقد كانت بحق لحظة فخر واعتزاز شعر بها الجميع حيث استمر اللقاء إلى منتصف الليل بالحماس نفسه والعمق نفسه والجدية نفسها التي انطلق بها اللقاء، فمن تقرير فرع وجدة على تقرير فرع أكادير مرورا بفروع تازة والحوز ومراكش وأسفي والجديدة والرحامنة وورززات، وأنفا وخريبكة و ووزان واللائحة طويلة…

ليكون مسك الختام لطائف ترفيهية ونكت بيداغوجية ومقالب ديداكتيكة من تأطير أهل مراكش الحمراء، أهل الصفاء والوفاء والخبرة والذكاء مع الأستاذين المفضالين كمال وجاد ويوسف برحيل.
فعاليات اليوم الثاني الإثنين24 صفر 1439هـ/ 13 نونبر 2017م:
استمرت فعاليات أعمال المجلس الوطني لليوم الثاني بعنفوانومسؤولية، من أجل تطوير عمل الجمعية، فكانت الفقرة الأولى من الفترة الصباحية منتأطير الأستاذعبد السلام الأحمر عضو المكتب الوطني، بطريقة تفاعلية مع أعضاء المجلس الوطني، فيموضوع آفاق وتطوير عملالجمعية منخلال تقديم مقترحات عملية في ثلاثة مجالات حيوية، وهي:

1- اقتراحات أولية لتنمية المالية.

– الموارد الذاتية: تفعيل آلية الانخراط والاكتتاب والتطوع
– الموارد الخارجية: الاستفادة من منح المجالس الترابية، والانفتاح على المحسنين.
– مشاريع استثمارية تربوية: مداخيل لأنشطة تربوية: رحلات، منشورات….

2- اقتراحات أولية لتطوير المنشورات.

– تعيين مكلف بالإعلام في كل فرع للقيام بتغطية جميع الفعاليات التربوية والعلمية.
– تنظيم دورات تكوينية لفائدة أعضاء اللجة الإعلامية للرفع من الكفاءة والخبرة.
– تخصيص ميزانية مهمة لدعم المنشورات سواء كانت رقمية أو ورقية.

3- اقتراحات أولية لتطوير موقع الجمعية.

– تفعيل وظيفة الموقع التثقيفية والتكوينية
– الاهتمام بتكوين مؤهلين في التحرير الصحفي
– ضرورة تعيين مراسل للموقع في كل فرع من أجل التغطية والمواكبة.
– إجراء تقويمات دورية للموقع شكلا ومضمونا
– التعريف بالموقع من خلال المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي.

أما الفقرة الثانية فقد أطرتها الدكتورة فاطمة أباش عضو المكتب الوطني، باقتدار وحماس وعمق ورؤية، حول المذكرة البيداغوجيةالتي قدمتها الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية ، إلى الجهات المعنية حول المنهاج المراجع للمادة، حيث قاربت المذكرة من خلال وضعها في سياقها العام، والتي تعتبر -المذكرة-خلاصات مركزة لاشتغال الجمعية العلمي والمنهجي سواء المكتب الوطني أو الفروع خلال السنة التجريبية للمنهاج 2016-2017، والتي تُوجت بالملتقى الوطني الأول لأطر وأساتذة مادة التربية الإسلامية بمدينة خريبكة13-14 ماي2007، وقد ذكرت الأستاذة بجملة من الملاحظات الواردة في الوثيقة، من مثيل:

+ غموض التصور التربوي للمنهاج (غياب وثائق تربوية توضيحية مرفقة)؛

+ غياب التحديدات المصطلحية للمفاهيم المعتمدة في المنهاج (المدخل –الغاية–المقصد-القيمة…) وما تطرحه من تداخل وغموض؛

+ غياب التحديدات العلائقية بين المفاهيم بشكل دقيق وبمرتكزات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تراكم من أدبيات تربوية على مستوى المادة تربويا وبيداغوجيا؛

+ قصور المنهاج المراجع وعدم استيفائه لمكونات المنهاج التربوي (الوسائل- التقويم – المقاربات البيداغوجية…)؛

+ عدم الالتزام بدفاتر التحملات التي تنص على ضرورة إنتاج الكتاب المدرسي في شقيه كتاب التلميذ ودليل الأستاذ؛

+ عدم فتح المجال للتنافسالحقيقي في التأليف المدرسي احتراما لمقتضيات دفتر التحملات.

+ عدم مراعاة خصوصية المسالك على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي (المسالك الفنية والتقنية والمهنية (ذات الحصة الواحدة)–ومسلكي الآداب والعلوم الإنسانية (حصتان)؛ بحيث يدرس نفس البرنامج للمسالك على اختلاف تخصصاتها وعدد حصصها خاصة مع استحضار إكراهات التقويم وبصفة أخص في الامتحانات الإشهادية الجهوية لمختلف الشعب والمسالك،والوطنيةبالنسبة للمسالك المهنية؛

+ التراجع الملحوظ عن حصص التطبيقات والأنشطة رغم أهميتها ودورها في ترسيخ مجموعة من القيم وإذكاء الفاعلية على تدريسية المادة.

وفي ختام كلمتها شددت الدكتورة أباش على أن الجهات المعنية لا تريد لهذاالمنهاج الاكتمال والإتمام، دلَّ على ذلك تجاهلهم لملاحظات الجمعية في بحر الموسم السالف2016-2017، أو عدم التفاعل الإيجابي مع المذكرة المرفوعة بتاريخ 05 رمضان 1438هـ/31ماي 2017، وذلك بُغية الإبقاء على المنهاج باختلالاته وعلله واسقاطه في أي لحظة شاؤوا.

وخُتم المجلس الوطني للجمعية بنقاش مستفيض حول المذكرة البيداغوجية، على أن يتكفل المكتب الوطني بتدقيق البيان الذي صادق عليه المجلس الوطني.

بكلمة واحدةجسَّد أعضاء المجلس الوطني بحق الشعار الذي اختير لهذه الدورة:”عَطَاءٌ-تَجْدِيدٌ-اسْتِمْرَارِيَّةٌ”بدعاء صالح وعمل متواصل ونية صادقة.

والحمد لله رب العالمين
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-