مجلس جطو يُعَري المدرسة العمومية .. اكتظاظ وأساتذة "سلايْتيّة"

كشف المجلس الأعلى للحسابات تفاصيل المهام الرقابية التي أنجزها على مستوى مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وذلك لما عرفته هذه السنة الدراسية من نقائص حالت دون مرورها في ظروف عادية؛ وذلك بعدما قام بإنجاز بحث تمهيدي حول الموضوع.



وبناء على النتائج التي أسفر عنها البحث التمهيدي، وجه الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، مذكرة استعجالية إلى وزير التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، حول ظروف تهييء وسير الدخول المدرسي لموسم 2016/2017 طبقا للمادة 11 من القانون رقم 99-62 المتعلق بمدونة المحاكم المالية.

المعطيات التي كشفها المجلس أبانت عن واقع مرير تعيشه المدرسة المغربية، إذ أشارت إلى أن عدد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في أقسام مكتظة يفوق مليوني تلميذ، أي ما يعادل 38 في المائة من مجموع التلاميذ، البالغ عددهم قرابة ستة ملايين.

وفي وقت تعتمد الوزارة الوصية مؤشرا للاكتظاظ بمعدل 40 تلميذا في القسم، يرى المجلس أن هذه العتبة تفوق بكثير المعدل المتعارف عليه داخل دول منظمة التعاون والتنمية، مشيرا إلى أن العدد محدد في 21 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الابتدائي و23 تلميذا في القسم بالنسبة للسلك الثانوي.

وفي هذا الصدد، بلغ عدد الأقسام المكتظة على المستوى الوطني، حسب العتبة المعتمدة من لدن الوزارة، ما مجموعه 49 ألفا و696 قسما بمختلف المسالك التعليمية. وسجل السلك الابتدائي نسبة اكتظاظ 16 في المائة من مجموع أقسامه، وعرف السلك الإعدادي نسبة اكتظاظ 49 في المائة من مجموع أقسامه، و29 في المائة بالنسبة للسلك التأهيلي.

من جهة ثانية يصل الخصاص على المستوى الوطني وبمختلف الأسلاك التعليمية إلى ما مجموعه 16 ألفا و700 مدرس؛ وذلك مقارنة مع حاجيات المنظومة التربوية من المدرسين برسم هذا الموسم، في مقابل وجود فائض في هيئة التدريس يصل إلى 14 ألفا و55 مدرسا على المستوى الوطني وبمختلف الأسلاك التعليمية.

ونبه المجلس إلى استغلال مؤسسات تعليمية لا تتوفر فيها أدنى شروط التمدرس من خلال فحص قاعدة المعطيات المتوفرة لدى الوزارة، وزاد أنه بعد الزيارة الميدانية إلى بعض المؤسسات التعليمية، تبين أنها لا تتوفر فيها الشروط الملائمة للتمدرس، كاشفا وجود 9365 قاعة للتدريس رغم حالتها المتردية.

المجلس أشار في هذا الاتجاه إلى استغلال مؤسسات تعليمية غير موصولة بشبكة التطهير والماء والكهرباء، وغياب المرافق الصحية، ومشاكل تسرب المياه، لافتا الانتباه إلى انعدام الأسوار المحيطة بالمؤسسة التعليمية، وعدم وجود ملاعب رياضية في الثانويات والإعداديات، وعدم كفاية الفضاءات المخصصة للاستراحة.

وبخصوص جداول الحصص للمدرسين بالسلك التأهيلي الإعدادي، أوضح المجلس أن أغلبية هؤلاء لا يقومون بتدريس عدد الساعات الأسبوعية الواجبة، مؤكدا أن 40 في المائة من عينة مدرسي السلك التأهيلي التي تمت مراجعتها يدرسون أقل من 14 ساعة أسبوعيا بدل 21 ساعة نظامية، و42 في المائة من عينة المدرسين بالسلك الإعدادي يدرسون 18 ساعة في الأسبوع عوض 24 ساعة نظامية.
 
عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-