تربويون يرصدون أعطاب المدرسة .. اكتظاظ وعنف وشعارات

قالت فاطمة الشعبي إن "عقد اللقاءَات والندوات للحديث عن النزاهة والقيم والمواطنة والتسامح مؤشر كبير على غياب هذه القيم في المجتمع، ودليل على أن المجتمع يعاني من أزمة قيم وتدهور كبير في مختلف المجالات".

الشعبي فاطمة التي كانت ممثلة لجامعة ابن زهر في يوم دراسي حول دور المنظومة التربوية والإعلام في ترسيخ التربية على القيم في المدرسة المغربية، نُظّم بمقر أكاديمية جهة سوس للتربية والتكوين، أضافت أن "الإصلاحات التي بُوشرت منذ الاستقلال إلى الآن لا تأخذ بعين الاعتبار تجارب الذين سبقوا؛ إذ إن كل وزير يقوم بضرب عرض الحائط الاصلاح الذي جاء به سابقه ويأتي بشيء جديد وغريب، مما يغيّب تراكم التجارب؛ لأن أغلب المسؤولين يعتقدون أن المشكل هو المال، في حين إن السمة التي تشترك فيها كل هذه الإصلاحات هي عدم إشراكها للتلاميذ والطلبة وآبائهم وأوليائهم، فهم طرف مستهدف في العملية التعليمية ولابد من استشارتهم كبقية أطراف المعادلة".

الاكتظاظ والعنف

الشعبي، أستاذة التعليم العالي بكُلية الآداب بجامعة ابن زهر بأكادير، زادت أن "الجامعة كمؤسسة تعليمية تساهم في تربية الناشئة إلى جانب الأسرة ووسائل الإعلام، إلا أن الناشئة في الجامعات تكون ناضجة نسبيا، وواعية بدورها، ولديها انتظارات"؛ فالجامعة، تؤكد المتحدثة، "فضاء لتلقين المعرفة وإنتاجها وتكوين الطالب والطالبة، كما أن المعاناة وضعف المنحة أو غيابها والاحتكاك بالآخرين في اللقاءَات والندوات تساهم في تكوين الطلبة".

وقالت إن "عدد الطلبة بجامعة ابن زهر يبلغ 120 ألف طالب، أغلبهم في كلية الحقوق والآداب التي توسم بذات الاستقطاب المفتوح، وهذا رقم يدل على الاكتظاظ. وفي أجواء الاكتظاظ يغيب التسامح والأخوة والتقبل، فيتولد العنف، خاصة وأن الطلبة يختلفون فكريا وعرقيا وإيديولوجيا، وغياب النضج في تدبير هذا الاختلاف يولد العنف والفوضى".

ولم تنس المتحدثة أن تشيد "بما يتميز به الطلبة من أبناء الجنوب بالخلق الحسن وتوقيرهم للأساتذة، خاصة وأن الأستاذ الجامعي لا يعامل طلبته وكأنه عالم يلقن فقط، وإنما يتدخل لتقويم أي سلوك مشين داخل المدرج أو القاعة إذا استدعت الضرورة".

وأثناء حديثها عن الإعلام والمدرسة، الذي يعتبر مربط الفرس في هذا اللقاء الذي دعت إليه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة وحضره مجموعة من المتدخلين في القطاع، قالت الشعبي إن "جامعة ابن زهر تشرف منذ خمس سنوات على تكوين الإعلاميين من خلال إجازة مهنية للتحرير الصحافي وماسترين؛ أحدهما التحرير الصحافي والتنوع الإعلامي، والآخر مرتبط بمهن الإعلام وتطبيقاته. وقد خرّجت ابن زهر مجموعة من الوجوه الإعلامية التي اشتغلت في منابر وقنوات مهمة، وتتميز بأخلاق ومعرفة عاليين".

شعارات ووعظ

من جهته قال مدير المركز الجهوي لمهن التدريس بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة سوس ماسة، في كلمة لم تكن مبرمجة بحسب الوثائق التي تم تسليمها للحاضرين، إن "حضورنا بشكل عرضي للاستماع لمحاضرات المتدخلين لا يخدم مشاريع علمية من هذا النوع"، موضحا أن "مهمة المركز الجهوي لمهن التدريس هي تكوين المربين والمدرسين وأطر الإدارة التربويين، وكان بالإمكان أن نساهم باعتبار نشاطنا التربوي كمكونين للمربين".

المتحدث، الذي لم يخف تذمره من عدم إدراج مداخلة باسم هذا المركز، أضاف أن "ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة في المدرسة المغربية لا يتم بالوصلات الإعلامية ولا بالوعظ والإرشاد".

وقال: "المركز يتوفر على خبراء وبيداغوجيين قادرين على تقديم ما يفيد في موضوع هذا اليوم الدراسي، ولديهم ما يقولونه لو تمت دعوتهم لأن المشاكل التربوية لا تُعالج بالشعارات".

مداخلات وورشات

أما منتدى المواطنة، فقد طالب منسقه بالجهة بأن "يتم الالتفاف حول قضايا لأن الكل يهاجم المدرسة العمومية، ولا أحد يتساءل عمّا قدم لهذه المدرسة".

وأردف أن "المدرسة المغربية تعاني من العنف، وليست هي التي تنتجه، فهي تُهاجَم وتتلقى العنف؛ لذلك كفى من اتهام المدرسة، فالمطلوب هو العمل من أجل هذه المدرسة ومن أجل التلاميذ".

وقد تدخل في هذا اليوم الدراسي كل من مصطفى جبري، مدير مديرية الاتصال بجهة سوس ماسة، والحسن بن عبو، عن مختبر القيم والمجتمع والتنمية بكلية الآداب ابن زهر، وآسية كنماتي، عن أكاديمية سوس ماسة للتربية والتكوين، وعمر الماتيني، عن وزارة التربية الوطنية، وممثلة عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير. كما تم تنظيم ورشات حول "واقع القيم بالمدرسة المغربية وأدوار المنظومة التربوية"، و"دور الإعلام في ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بالمدرسة المغربية"، و"آليات العمل المشترك في ترسيخ القيم".
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-