المدرسة الأسرية وتحديات المستقبل

1/ التربية و الرعاية:
إن دور المدرسة الأبوية (مدرسة الأسرة) هو الأهم بالتأكيد بين كل مدارس الحياة ليس فقط لأنه الأكثر تأثيرا في صناعة شخصية الطفل، بل لأنه  المؤثر الأكبر في صناعة مستقبله وكتابة مصيره؛ اما أن يكون عادي بن عادي أو يكون خليفة في الأرض.
وترتكز التربية على نقاط من أهمها:
×بناء المعتقدات والقناعات الايجابية حول الدين والحياة والأشخاص.
×ترتيب القيم الحاكمة كالكرامة والحرية والصدق والسلام الداخلي.
×دعم الخيارات الايجابية وتوجيه الطاقات والقدرات.
×ايجاد القدوات وتفحص الصداقات.
×توسيع الخيارات والاهتمامات.
ما دون هذه الخمسة في رأيي يدخل في مجال الرعاية لا التربية.

2/ البناء يبدأ من هذا الجيل وليس الجيل القادم:
في نهاية برنامجي التدريبي بالجزائر، أكثر ما لفت انتباهي هو الشكر والامتنان الذي أظهره مجموعة من المدربين والمدربات من خلال قولهم: "تعرفنا من خلال البرنامج التدريبي على العديد من الأساليب والاستراتيجيات الرائعة للتربية الايجابية ذات المفعول القوي والجهد القليل، كما استطعنا معرفة سلوكياتنا السلبية في تربية أبنائنا."
وقد أخذ الجميع قرار التغيير والاعتماد على مدرسة الأسرة كخيار أول لبناء فلدات الأكباد وتجهيزهم للعيش والتأثير في القرن 21.
ان بناء مدرسة الأسرة يتطلب بشكل مركزي بناء الأم والأب واقناعهم أن ما يغرسونه في أبنائهم أهم كثيرا مما سيتركونه لهم.

3/ التربية تنمية للعقل والارادة:
الهدف الأخير الذي نسعى اليه من خلال التربية هو استقلالية أبناءنا في الفهم ( العقل ) والفعل ( الارادة).
وعلى قدر نسبة نجاحنا في تحقيق هذه الغاية نكون قد نجحنا في مهمتنا الأساس (نحو مدرسة 

4/الفرص المتعددة:
عندما يتم تنويع فرص التعلم نتحول من مدرسة الفرصة الواحدة إلى مدرسة الفرص المتعددة والتي تأخذ بعين الاعتبار أنماط تعلم الأطفال وقدراتهم المعرفية وذكاءاتهم المتعددة واستعداداتهم الفطرية.
إن تعرف نمط التعلم الغالب لدى الطفل يجب أن يسبق محاولة تعليمه كما أن تعرف نوع ذكاء الطفل سابق على تقرير نوع تعلماته.
ان كل الأطفال أذكياء ولكن لو حاولنا قياس ذكاء السمكة بقدرتها على تسلق الأشجار لحكمنا عليها بالغباء المطلق. –حسب أينشتاين-
فالعملية التعليمية التعلمية تحتاج من المربي أن يكون ملما بمقاييس الذكاء واستمارات التقييم وروائز أنماط التعلم.

5/ هل سنستغني على المدرسة ؟:
ان هذا السؤال  من الأسئلة الأهم التي تطرح اليوم بالساحة التربوية العالمية، وفي مقدمتها فلندا، حيث حَسمت قرارها ان كنا نقصد المدرسة الكلاسيكية –تقليدية- فقد تخلت في معظم مدارسها على شكل القسم بالطاولات المصفوفة لتحوله الى طاولة دائرية ليس فيها "معلم: صاحب المعرفة" و "التلميذ: المتلقي للمعرفة" بل الكل سواسية وتحول دور المدرب الى موجه ومسير للجلسة لا أكثر.
ان من الملاحظ اليوم أن ما يكتسبه الطفل من تعلمات والخبرات وتجارب خارج المؤسسة أكبر بكثير مما يتعلمه بالمدرسة "التقليدية" وذلك بعد توفر وسائل الاتصال والمعرفة من أجهزة الكترونية توفر تطبيقات تعليمية موجهة للأطفال من السنتين تأخذ بعين الاعتبار ميولات الطفل وقدراته ويتعلم وفق سرعته الخاصة. 

محبكم عبد الخالق نتيج
يومه الاثنين 14 نونبر 2016
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-