أباش: المدة الزمنية لصياغة المناهج لم تكن كافية ،لذلك يعتريها الخلل شكلا ومضمونا

قالت الدكتورة فاطمة أباش كاتبة فرع الجمعية المغربية لاساتذة التربية الاسلامية بمديرية خريبكة في حوار مع صحيفة “رسالة الامة ” في عددها 10471 ليوم الاريعاء 23 نونبر 2016 ، ان المدة الزمنبة المخصصة لصياغة منهاج مادة التربية الاسلامية لم تكن كافية ولذلك فمن الطبيعي أن يعتريها الخلل شكلا ومضمونا ، ودعت الجميع الى الاشتغال الجاد على المناهج الحالية من اجل تنقيحها وتقديم مقترحات بشأنها ان وجدت لتعديل ما يمكن تعديله طالما اننا بصدد سنة تجربية.

وفيما يلي نص الحوار كما وافتنا به الاستاذة مشكورة :

ـ بدت ملامح إخراج لمناهج مادة التربية الإسلامية المعتمدة في الابتدائي والإعدادي وينتظر صدور مناهج الثانوي، وإصدار الوزارة الوصية الأطر المرجعية، أي تقييم للوضعية الآن بعد حراك دام بضع شهور؟

أولا: هناك منهاج واحد للتربية الإسلامية من الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي وليست مناهج، وهذه من الأمور التي تحمد في هذا التعديل، ومنهاج التربية الإسلامية بالأسلاك الثلاثة صدر منذ يونيو 2016، والمذكرة الوزارية 16/773 الصادرة بتاريخ 07/09/2016 تنص على ضرورة تأطير أساتذة التربية الإسلامية في مستجدات المنهاج الجديد، وأنه يجب على الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية توفير ظروف التأطير وتوزيع نسخ من المنهاج الجديد على أساتذة التربية الإسلامية بجميع الأسلاك. مع الأسف هذه العملية تمت في بعض الجهات دون أخرى، وداخل مديرية إقليمية دون أخرى في نفس الجهة لأسباب كثيرة منها قلة أطر التفتيش في التربية الإسلامية فعدد مفتشي التربية الإسلامية لا يتجاوز ستة وخمسين مفتشا وعدد المديريات الإقليمية هو واحد وثمانين مديرية، وعلى سبيل المثال في جهة سطات الدار البيضاء الكبرى لدينا 17 مديرية وخمس مفتشين فقط؛

ثانيا: كثيرا ما يخلط البعض بين المناهج والبرامج والتوجيهات التربوية، فالمنهاج وثيقة تتضمن الفلسفة العامة لمادة دراسية من حيث المرجعيات والاختيارات الكبرى والتوجهات العامة وهي موجهة لكل مهتم بالتربية والتعليم، والتوجيهات التربوية موجهة للأساتذة، والكتاب المدرسي وثيقة موجهة للتلاميذ وأوليائهم، وبناء عليه لا مسوغ لاحتجاج بعض الأساتذة على تأخر صدور الكتاب المدرسي، لأنه كتاب التلميذ وليس كتاب الأستاذ؛

ثالثا: بالنسبة لتقييم الوضع ونحن في أواخر شهر نونبر 2016، صدرت جميع الكتب المدرسية من الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي والأطر المرجعية الخاصة بالثالثة إعدادي وبالسنة الأولى باكالوريا، ومن طبيعة الحال الكل على علم بأن المدة الزمنية المخصصة لصياغة المنهاج الجديد ولتأليف الكتب المدرسية لم تكن كافية لهذا من الطبيعي أن يعتريها الخلل شكلا وضمونا، وبناء عليه يجب على الجميع الاشتغال الجاد على هذه الوثائق من أجل تنقيحها وتقديم مقترحات إن وجدت لتعديل ما يمكن تعديله طالما أن هذه سنة تجريبية.

2 ـ ما موقع مادة التربية الإسلامية في المخطط الاستراتيجي 2015 – 2030، وكيف لها أن تكون رافعة للارتقاء بالفرد والمجتمع؟

ليست لدينا في المغرب سياسة تربوية واضحة وقارة، بل هناك ارتجال في تدبير كل اصلاح مرتقب، ولهذا فإن المخطط الاستراتيجي 2015-2030 رغم كل الانتقادات يظل حلما ورديا جميلا، يصعب تنزيله على أرض الواقع المغربي بالشكل الذي وضع به وإن تنوعت وتعددت رافعاته. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما يجري الآن بخصوص ملف المتدربين فوج أبريل – نونبر 2016، فقد كان شعار وزارة التربية الوطنية خلال أبريل 2016 أنه لا توظيف بدون تكوين، وفي نونبر 2016 أعلنت عن التوظيف بالتعاقد دون تكوين، فكيف لأستاذ لم يخضع لأي تكوين ولا علم له بالوثائق الرسمية أن يسهم في تطوير منهاج التربية الإسلامية ؟

3 ـ تعالت أصوات من الجمعية تدعو إلى تنظيم مناظرة وطنية هل هذه المبادرة مازالت قائمة، وماهي مرتكزاتها؟

أولا: سيعقد المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية ندوة وطنية حول “قراءة في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية” يوم 27 نونبر بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، وهي أرضية موجهة لأشغال فروع الجمعية الجهوية والإقليمية لتقديم مقترحاتها حول المنهاج الجديد بخصوص تقويم المنهاج الجديد ومقارنته بالمنهاج القديم كي نقف على نقط القوة ومكامن الخلل في الإعداد والتنزيل، على أساس أن تجمع الاقتراحات وتقدم لمديرية المناهج قبل شهر مارس 2017 طالما أن هذه السنة سنة تجريبية؛

ثانيا: قضية الملتقى الوطني لأساتذة التربية الإسلامية فكرة نشأت من خلال مناقشة المنهاج الجديد للتربية الإسلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي واختلاف زوايا النظر، وبما أنه تزامن تعديل منهاج التربية الإسلامية مع مرور ربع قرن على تأسيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، كان هناك ملتمس من بعض الأساتذة أن تسهر الجمعية على هذا الملتقى، فمن جهة يقوم إنجاز الجمعية بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسها ومن جهة أخرى هو مناسبة لتبادل التجارب والخبرات بين السادة الأساتذة ومحاولة توحيد منهجية الاشتغال؛

ثالثا: فكرة الملتقى الوطني لأساتذة التربية الإسلامية نشأت أيضا بعد أن فشلت فكرة ملتقى وطني لمفتشي التربية الإسلامية التي نادى بها بعض أعضاء خريجي مركز تكوني مفتشي التعليم فوج 2013، وكان الهدف هو توحيد منهجية الاشتغال بين السادة المفتشين في تأطير الأساتذة، فبعض المفتشين يرى أن جوهر العملية التربوية يقوم على الإبداع المستمر لسيناريوهات بيداغوجية مبررة في إطار درس نسقي للتعلمات يستحضر الامتدادات والتقاطعات في مفردات البرنامج الدراسي، وللأستاذ الحرية في أن يقدم أو يؤخر حسب ما يراه مناسبا في مفردات برنامج معين، في حين هناك من المفتشين من ما يزال يختزل عمل الأستاذ في تعبئة دفتر النصوص وتوفره على جذاذة يسمونها نمطية، ولا يحق لهذا الأستاذ أن يبدع ويتصرف في مفردات البرنامج الدراسي ….

فاطمة أباش مفتشة التربية الإسلامية بمديرية إقليم خريبكة

عن موقع الجمعية المغربية لاساتذة التربية الاسلامية
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-