في التأسيس للمدرسة الأبوية

1/ التربية الأسرية
ان أهم منابع التربية وأكثرها تأثيرا ليست الخطب والمواعظ -وان كان لها مكان على أن لا تؤدي للملل - بل التربية بالقدوة.
ان هذه السلسلة من المقالات تحاول المساهمة في اظهار أهمية الأسرة -كأول وأهم مدرسة- ودور الآباء فيها القدوة الحسنة؛ فخير المربين من يربي بأفعاله لا بأقواله.
ان مناسبة ولادة فرد جديد بالأسرة لهي فرصة كبيرة ونقطة تحول عظيمة لو استطاع الأبوين استغلالها وتحمل مسؤولية التغيير من أجل أبنائهم، انه لدافع قوي للتغيير، وبذلك يكون الربح مضاعفا للأمة: آباء جيدين حريصين على تربية أبنائهم تربية قويمة، وبالتالي جيل متشبع بالقيم والأخلاق المحمدية وباحث ومستكشف لعوالم العلم والتكنولوجيا الحديثة.
ان التربية أساسها الأسرة وهي الأكثر تأثيرا فأكثر من 70 في المئة من قيم الطفل تبنى قبل خمس سنوات، وهذه القيم هي التي ستؤطر شخصيته وبالتالي تصنع مصيره.
هي دعوة لي ولكم لتحمل المسؤولية وعدم رميها على الجيل القادم؛ فنحن مازلنا أحياء وتقع علينا مسؤولية تغيير أنفسنا لنكون المثال والقدوة للجيل القادم، جيل التمكين.
2/ الرسالة التربوية
في كثير من أحيان تجد أن هدف الآباء لا يتعدى التكاثر او -متعة الأولاد- أو التفاخر والتباهي، وفي أحسن الأحوال الحرص على الاكثار من عدد أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
وهذا فيه اجحاف كبير في حق الأبناء بالتربية الايجابية، فالرسالة التي على الآباء حملها هي ايجاد جيل فاعل وأخلاقي لذلك لا يجب الحرص على الكم بمقابل الكيف؛ بل على الانسان أن يتخذ القرار بالتوافق بين الزوجين وحسب قدرتهما ليس المادية فقط بل وقدرتهما على توفير التربية الايجابية في أفضل الأحوال وأحسن الظروف.
البيئة الايجابية والتربية الحسنة هي المحدد الرئيسي لإقدامنا على اتخاد قرار الولادة من عدمه.
فعدد المسلمين يفوق المليار ونصف لكن تأثيرهم لا يقارن بدولة كاليابان تعدادها لا يتجاوز المائتي مليون !!، العبرة بالجودة لا بالكم.
3/ المبادئ الأخلاقية
هل سألت نفسك يوما:
× ما لأخلاق التي أريد أن يتمسك بها أبنائي ؟
× ما الأخلاق المقبولة وان كانت غير محببة ؟
× ما الأخلاق التي لا يمكن قبولها ؟
× كيف أتعامل وما الخطة لتغيير الأفعال الغير مقبولة ؟
هذه بعض الأسئلة التي علينا أخد كل الوقت للتفكير فيها ثم تحويلها لمنهج حياة وقانون يسري داخل مؤسسة الأسرة.
ومن أهم شروط الاتفاق والتوافق بين الزوجين -الأفضل قبل الزواج ويمكن بعده-
ان الوعي الأخلاقي لأبنائنا سيجنبهم مستقبلا سقطات وانقسامات وتحديات بين ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله، ما يمكن التنازل عليه وما لا يمكن التنازل عنه، ودور الآباء هنا محوري في تدقيق هذا الميزان لتصبح كل أفعالنا موزونة بميزان الأخلاق.
انه من المعيب في حق الوالدين أن يعيشا وفق منهج أخلاقي معين وفي نفس الوقت يطلقان الحبل للأبناء وفق أهوائهم وأهواء من يصنع تصوراتهم الأخلاقية من اعلام وأصدقاء و...
هنا دعوة أن تكون القاعدة الأخلاقية متينة وهي المرجع التربوي الأهم والأولى، خصوصا في وقتنا الحالي حيث الأخلاق عملة ثمينة ونادرة وأصحابها جواهر ترسم طريق النجاح بالدنيا والفلاح الآخرة.
4/ المدرسة الأبوية
ان المساهمة في مستقبل الأمة، هدف على الجميع العمل عليه، وما الأفضل من بناء الطفل -المثالي- المتميز والأخلاقي كمساهمة في مستقبل أمتنا ودولتنا.
ان المدرسة الأبوية تعني مساهمة الأسرة في التربية باعتبارها اللبنة الأولى للمجتمع، ان صلحت صلح كل المجتمع.
ولتصلح هذه الأسرة علينا العمل على اصلاح نواتيها الأب/الأم باعتبارهما المربي والقدوة، ولذلك فان تربية الآباء سابقة على تربية الأبناء.
والمدرسة الأبوية لا تختص فقط بتربية الأبناء بسن معينة بل تهتم بالأبويين قبل الزواج وطريقة الاختيار وبناء عش الزوجية.
هذه السلسة المباركة نساهم من خلالها في رفع الوعي التربوي الأخلاقي، من خلال مقالات أسبوعية، تكون ان شاء الله نواة لكتب ومناهج مستقبلية.


محبكم عبد الخالق نتيج
يومه الاثنين 31 أكتوبر 2016
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-