"هاجس النقط" يؤرق تلاميذ مغاربة قبل أيام من "امتحانات الباك"

أقل من شهر يفصل تلاميذ الباكلوريا عن الامتحان الوطني؛ إذ حددت الوزارة الوصية أيام 7 و 8 و9 من الشهر المقبل لإجراء الدورة العادية لامتحانات نيل شهادة الباكلوريا. وهو التاريخ الذي سيتزامن مع بداية شهر رمضان الأبرك.

ولعل ما يميز هذه الفترة بالذات هو الاستعداد لنيل "الشهادة الكبيرة" كما كانت تسمى سنوات السبعينيات والثمانينيات. وحتى وإن اختلفت طريقة استعداد التلاميذ للامتحان، إلا أن هاجس التفوق والانفلات من شبح الرسوب يعد الجامع بينهم، مع وجود فئة واسعة لا تفكر في الرسوب نهائيا بقدر ما يؤرقها المعدلات التي ستحصدها في الامتحان، لسبب بسيط أنها تسعى إلى ولوج مدارس عليا تتطلب معدلات عالية.

التفكير في النقط

لا تخفي إيمان المقبلة على اجتياز امتحانات الباكلوريا تخوفها؛ وتقول: "أعرف أن الامتحان ليس كل شيء، لكن التفكير في النقط التي يجب أن أحصل عليها يبقى أمرا مزعجا، فمن الضروري، كي ألج كلية الطب، أن أتوفر على معدلات عالية في الامتحان وإلا تبخر الحلم".

المتحدثة، وخلال تصريحها لهسبريس حول كيفية استعدادها للامتحانات، أكدت أنها تحاول ما أمكن الانتهاء بأسبوع على الأقل قبل موعد الامتحانات، حتى يتسنى لها أن تقوم بمراجعة شاملة لجميع المواد، "ولأجل ذلك قللت من ساعات النوم، كما أنني لم أعد أتوفر على هاتف، ورغم أنه شيء مزعج لكنه اختيار والدتي"، ولعل أبرز الصعوبات التي وجدتها إيمان خلال فترة استعداداتها للامتحانات هو الكم الهائل من الدروس التي شكلت لها كابوسا، "أحاول القيام بالتمارين، طول اليوم، المتعلقة بجميع المواد، لكن بالليل، وحينما أحاول تذكر بعض القواعد، ولكثرتها أجد نفسي قد نسيتها، وفي العديد من المرات أقوم من الفراش لأعيد مراجعتها (...) فعلا كابوس أتمنى عدم وقوعه يوم الامتحان".

مشيئة الله

أما مهدي المقبل بدوره على اجتياز امتحانات الباكلوريا، فيعتبر الأمر عاديا جدا بحكم أن امتحان "الباك" يبقى امتحانا يشبه سابقيه "وفي جميع الأحوال لي بغاها الله هي لي كاينا".

ارتياح المهدي يبرره بكون المهم ليس هو الامتحان، بل ما وراء الامتحان، "وهنا تكمن الإشكالية العظمى. فلو أردت الولوج إلى إحدى المدارس العليا، فالزبونية والمحسوبية، والباك زائد باباك، هي ما يؤثث المشهد"، بحسبه.

وحول سر ارتياحه الذي يغيب من وجوه بعض زملائه بالقسم، علّق المهدي ضاحكا بأنه لا يعطي الأمور أكثر مما تستحق، "فكما مر الملايين من هذه المرحلة سأمر أنا كذلك"، لكنه انتقد تعامل الإعلام مع امتحانات "الباك" معتبرا "أن الإعلام المسؤول الأول على حالة الخوف من امتحانات الباكلوريا، ففي كل مرة نقرأ أو نسمع عن إجراءات صارمة في امتحانات الباك، عقوبات حبسية بانتظار الغشاشين، ممنوع استعمال الهواتف، بدأ العد العكسي للامتحانات الباك، إلى غيرها"، وهو ما يجعل التلاميذ وذويهم، بحسب مهدي، يعيشون تحت ضغط مستمر.

النصائح الثلاث

الأيام القليلة قبل الامتحانات دائما ما تخلّف ضغطا نفسيا على التلاميذ، يجب التحكم فيه من خلال ثلاث قواعد أساسية، وفق العربي أحنجير، مختص في الطب النفسي، أولها أنه لا يجب على التلميذ نهائيا أن يتساءل هل يتذكر ما قام بمراجعته أم لا، فهذا شيء خاطئ والجواب عليه يكون يوم الامتحان فقط، "وهذا ما يضع التلميذ في مأزق، ليس لأنه لم يقم بحفظ دروسه بل لأنه جعل الخوف يتسرب إليه، وبالتالي يجب على التلميذ أن يكون لديه يقين بأنه قادر على اجتياز الامتحانات بكل ثقة".

كما أن تنظيم الوقت أمر جد مهم للإعداد للامتحانات، بحسب المتحدث نفسه، وذلك من خلال تقسيم الوقت بشكل متوازن بين الأيام والمواد دون إغفال كسب بعض الوقت للقيام بمراجعة شاملة. كما أنه يجب ألاّ يتعدى زمن المراجعة ساعة واحدة فقط، ويجب أن يوفر التلميذ لنفسه فسحة للراحة بحوالي 10 دقائق على رأس كل ساعة من المراجعة ويحاول القيام بالمشي ولو داخل المنزل.

أما الخطوة الثالثة، يضيف أحنجير، فهي وضع ورقة في مكان مرئي بها جميع المواد، وفي كل مرة تمت مراجعة مادة معينة يتم وضع علامة أمامها، وبالتالي يبقى العقل منظما كما أن رؤية تلك العلامات تعطي ارتياحا أكبر للتلميذ.

هذه الخطوات الثلاث تمكن التلميذ من الذهاب إلى الامتحان بنفسية مرتاحة أكثر، دون أن يترك للخوف مجالا ليتغلب عليها، يؤكد المختص في الطب النفسي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-