"تفويت مدارس" لمكتب الفوسفاط يثير احتجاجات بخريبكة

بعد تنظيم وقفة احتجاجية بإحدى الساحات العمومية في مدينة خريبكة، قبل أيام، أعلنت الجبهة الإقليمية للدفاع عن المدرسة العمومية، المشكلة من هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية وإعلامية، عزمها على تنظيم مسيرة شعبية مساء يوم غد الأحد، للتنديد بما اعتبرته "تفويتا مشبوها لعدد من المؤسسات العمومية إلى المكتب الشريف للفوسفاط".

وأشارت الجبهة الإقليمية إلى أن المسيرة ستنطلق من مدرسة المصلى، مرورا بشارعَي الروداني ومحمد السادس، في اتجاه مدرسة الزلاقة، ووصولا إلى مدرسة العزيزية، للتنديد بـ"سطو المجمع الشريف للفوسفاط على مدارس عمومية دون أدنى خجل، بعد أن حول الإقليم إلى منطقة منكوبة، تتفشى فيها العطالة والأمراض والآفات الاجتماعية، بدل أن يعمل على بناء مدارس في الأحياء التي تفتقر إليها، وسد حاجيات المؤسسات التعليمية بالمنطقة، وتأهيلها لتقوم بدورها"، حسب نداء الجبهة.

وندّدت الجبهة، حسب ندائها، بـ"سياسة تصفية المدرسة العمومية التي تنهجها الدولة وحكومتها الرجعية الحالية، تنفيذا لتعليمات المؤسسات الإمبريالية الدولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية"، مطالبة الدولة بـ"الوقف الفوري لمسلسل التخريب الذي تتعرض له المدرسة العمومية، وسن سياسة تعليمية تمكن جميع أبناء الشعب من حقهم في تعليم عمومي جيد، حداثي ومجاني دون تمييز".

وأشار النداء إلى رفض الجبهة الإقليمية للدفاع عن المدرسة العمومية بخريبكة "تفويت مدارس المصلى، عائشة، الزلاقة، العزيزية، وغيرها من المدارس العمومية للمجمع الشريف للفوسفاط، لتصبح مدارس خاصة مؤدى عنها، تسيرها في إطار التدبير المفوض"، معتبرا المدرسة العمومية "خطا أحمر".

وكانت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة أصدرت بيانا في الموضوع، أشارت من خلاله إلى أن "ما تداولته نقابات تعليمية حول تفويت مؤسسات تعليمية غير صحيح، إذ إنه تم فقط وضعها رهن إشارة مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، التي هي في حكم جمعية ذات منفعة عامة، وتم ذلك بمقتضى اتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمؤسسة".

وأكدت المديرية أن "كافة المرافق والبناءات المحدثة ستبقى في ملك الدولة الخاص، المخصص للتعليم عند انتهاء الشراكة، دون أي تعويض أو مقابل، كما أن عملية وضع البنايات والتجهيزات رهن إشارة الجمعيات الشريكة ليست جديدة، فالمديرية الإقليمية سبق أن وضعت قاعات تعليمية وفضاءات تربوية رهن إشارة جمعيات مهتمة بمجالات دعم التمدرس أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأعمال الاجتماعية لرجال التعليم".

بيان المديرية أشار إلى أنه "بمقتضى الشراكة لا يتم وضع رهن إشارة المؤسسة إلا المؤسسات التعليمية غير المستغلة بصفة كلية أو جزئية، والمؤسسات المعنية بالموضوع تشتغل بأقل من نصف البنية وبأقسام مخففة؛ كما أن المديرية اتخذت كافة التدابير لعدم المس بمصير التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية العاملة بهذه المؤسسات، بما يضمن تنزيل الاتفاقية، مع الحفاظ على استقرار تلاميذ وأطر المؤسسات، إذ ستتحمل مؤسسة المـكتب الشريف للفوسفاط تكاليف تمدرس 20% من التلاميذ المنحدرين من أسر معوزة بهذه المؤسسات النموذجية".


عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-