فاتح ماي: النقابات تدعو إلى تعبئة مجتمعية شاملة للتصدي لكل محاولات المس بالوحدة الترابية للمملكة

 أكدت مركزيات نقابية اليوم الأحد بالدار البيضاء على أنه في ظل المستجدات الأخيرة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، لابد من الانخراط في تعبئة مجتمعية شاملة من أجل التصدي لكل المحاولات الرامية إلى المس بالوحدة الترابية للمملكة.

واعتبرت هذه المركزيات النقابية، في الكلمات التي ألقيت خلال المهرجانات الخطابية التي نظمتها اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل، أن المواقف الأخيرة التي عبر عنها الأمين العام للأمم المتحدة، والتطورات المستجدة للملف، أظهرت أن قضية الوحدة الترابية للمملكة، تمر اليوم "بمنعطف جديد وخطير"، يفرض على المغرب المزيد من الحذر واليقظة والاستعداد التام لمواجهة كل الاحتمالات.

وفي هذا الإطار، أكدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن "خصوم المغرب يطورون أساليب عملهم، وأدوات اشتغالهم، موظفين في ذلك كل إمكانياتهم من أجل نسف كل المحاولات الرامية إلى تسوية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية"، مسجلة أن ما أقدم عليه بان كيمون في زيارته الأخيرة للجزائر، وملابسات وخبايا هذه الزيارة وما تلاها، تؤكد مواقف بعض الأطراف الدولية من القضية الوطنية الأولى، والتي وصفتها "بعدم الوضوح والتناقض والحربائية"، وسعيها "لإطالة مدة النزاع خدمة لمصالحها بالمنطقة".

وأضافت أن التصدي لهذه المحاولات يتطلب "تقوية الجبهة الداخلية"، ومواصلة مسار التنمية الشاملة الحقيقية بالأقاليم الصحراوية للمملكة، على اعتبار أنها تشكل "الطريق الأصح والأسلم لتحصين الأرض".

ومن جهته، أبرز الاتحاد المغربي للشغل أن المملكة واجهت في الأسابيع الأخيرة "دسائس ومؤامرات" استهدفت وحدتها الترابية، وزعزعة ما تنعم به من استقرار، في "تصعيد غير مسبوق في تاريخ نزاع مفتعل، مفروض على المغرب حول مغربية صحرائه".

واعتبر أن التصريحات والتصرفات الأخيرة للسيد بان كي مون، و"الخارجة" عن كل أعراف ومبادئ ومهام الأمم المتحدة، و"المخالفة" لقرارات مجلس الأمن، والمواقف التي تعبر عن "انحيازه إلى الطرف الانفصالي"، تفقده "كل أهلية للعب دور من شأنه إيجاد حلول متوافق عليها بين أطراف هذا النزاع المفتعل".

وأضاف أن "هناك خلف الستارة من يحبك سيناريوهات صراع التوازن بالمنطقة المغاربية، ويسعى إلى ضرب سيادة واستقرار المغرب، دون أخذ بعين الاعتبار مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب في غياب أي مبادرة عملية من الأطراف الأخرى، وهو المخرج الموضوعي الوحيد القابل للتحقيق".

وفي موقف مماثل، أكد الاتحاد الوطني للشغل أن المغرب "بلد لا يمكن أن يخضع للتهديد أو الابتزاز "، مشيرا إلى أن قضية الوحدة الترابية للمملكة تعرف حاليا تطورات "خطيرة" ، الهدف منها "المس باستقرار المغرب ووحدة ترابه ومحاولة إعادة تصنيف طبيعة النزاع الذي اضطر المغرب إلى خوضه دفاعا عن صحرائه وسيادته".

وذكر في هذا الإطار بالموقف الحازم الذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس في قمة الرياض، والذي أعلن فيه جلالته أن "المغرب ليس محمية لأحد".

ودعت المركزية النقابية الطبقة العاملة، ومن خلفها عموم المواطنين، إلى التحلي بروح اليقظة والتعبئة للاستمرار في صيانة ثوابت الأمة ومقومات هويتها التاريخية في مواجهة كل محاولات التحريف والتضليل
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-