دحمان يبسط رؤيته للعمل النقابي بعد انتخابه كاتبا عاما للجامعة الوطنية لموظفي التعليم (حوار)

انتخب الجمع العام المنعقد يوم السبت الماضي 23 أبريل عبد الاله دحمان كاتبا عاما للجامعة الوطنية لموظفي التعليم في المؤتمر الوطني الخامس بالهرورة بسلا تحت شعار ” حماية الوحدة الترابية و تأهيل المنظومة التربوية و إنصاف الأسرة التعلمية”.دحمانن الذي حصل على أغلبية مطلقة من الأصوات المعبر عنها و الذي خلف عبد الاله الحلوطي بعد انتخاب الأخير امينا عاما للاتحاد في دجنبر الماضي استعرض في هذا الحوار مع “الرأي” رؤيته للعمل النقابي و أولوياته، بالاضافة إلى تصوره للوحدة النقابية و تطوير قطاع النساء داخل الجامعة.

1-تم انتخابكم يوم السبت الماضي كاتبا عاما للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بنسبة غير مسبوقة (بلغت 87 %).ما هو في اعتقادكم سر هذا “الحب” الذي تحظون به من طرف قواعد النقابة؟
أظن ان منظمتنا النقابية راكمت من أدبيات وتقاليد الديموقراطية الداخلية ما جعلنا تنظيما مفتوحا على نخبه النقابية وقياداته المجالية، ثم الديموقراطية الداخلية بالنسبة لنا تم تحصينها بمنظومة من القواعد والقوانين والمساطر التي تصون المنهاج النقابي العام لجامعتنا وبالتالي ليس لدينا أي تهافت على المواقع خصوصا وأنها مرتبطة بالنضال اليومي .
أظن ان النسبة العالية هي مرتبطة بنضال القرب ومن اتضاح الرؤية بالنسبة للمناضلين والمناضلات ومن إستقلالية القرار النقابي داخل مركزيتها النقابية و أيضا مرده الى نقاء الحياة التنظيمية داخل جامعتنا، حيث انتفاء التهافت. والمسؤولية هي تكليف وليست تشريف ويبقى أن سر الحب المتبادل جوهره الالتزام في النضال والممارسة النقابية والانضباط لمبادئ الرسالة النقابية البعيدة عن التحشيد والانحياز للمطالب العادلة للشغيلة التعليمية والحضور النضالي المسؤول. ولعل أهم محدد هو سلامة الحياة التنظيمية التي تجعل من القيادات الوطنية والمجالية كتلة واحدة .
2-لم يبق من عمر الحكومة إلا أشهر قليلة، في الوقت الذي مازالت فيه عدد من القضايا و الملفات مجمدة ،منها على وجه الخصوص النظام الأساسي .ما هي أولويتكم في هذه المرحلة الانتقالية؟
في اعتقادي الشخصي العمل النقابي ديمومة وصيرورة، فلا يمكن التفاعل مع الأحداث والمحطات داخل قطاع التربية الوطنية والتكوين بناء على قاعدة الزمن الحكومي، لذلك على القيادة الجديدة إحداث التغيير في بنية العمل النقابي ومنطق الممارسة من داخله.
ثم لابد أن تفتح الأفق المستقبلي لجامعتنا من أجل تطوير البنية التنظيمية وفلسفة الاشتغال حتى نتمكن من التعاطي مع الواقع التعليمي والنقابي بمقاربة واعية وقوية تستحضر أولويات المرحلة في القطاع والتي يجب أن تعي مهام لحظة الإصلاح العام التي يعيشها المغرب ومن خلالها الحرص على أن يكون للأطر النقابية التعليمية دور في هذا المسار الاصلاحي من خلال تسجيل حضور نضالي قوي على مستوى الساحة التعليمية ان على مستوى تقوية المسار النضالي والتفاوضي من أجل تصحيح اختلالات المنظومة التربوية والاسهام فيها عبر الفعل النقابي المسؤول الذي يستحضر المصلحة العامة للوطن ، ثم من خلال الضغط لتصحيح مسار الحوار القطاعي وجعله في خدمة الاسرة التعليمية ومطالبها لان تصحيح منهجية الحوار هو المدخل لمعالجة الملفات المطلبية وفي مقدمتها النظام الاساسي الذي سينهي كافة الاشكالات المطروحة على طاولة الحوار، ناهيك عن الملفات الفئوية العالقة والتي تحتاج الى قرار جريء يجعل النقابات التعليمية تتفرغ للإصلاح التربوي وتنزيله ولا ننسى ان المشهد النقابي في حاجة ايضا الى وعي جديد يوحد الشغيلة التعليمية ليس فقط على مطالبها العدالة ولكن ايضا على استرداد مهامها الطليعية في علاقتها بالمجتمع وتنميته وتطويره .
3-هناك من تحدث في المؤتمر عن تراجع الخط النضالي للجامعة بعد وصول شريككم إلى الحكم.إلى أي مدى هذا الأمر صحيحا؟وما هي نطرتكم للعمل النقابي؟
لابد من تحديد مفاهيمي لكلمتي النضال والاحتجاج. فالنضال ليس بالضرورة هو الاحتجاج ، ومن هذا المنطلق لم يتراجع الخط النضالي للجامعة، بل ما وقع أننا متواجدون بقوة في الساحة التعليمية والنقابية سواء على مستوى المركز أو المجال . صحيح إن وصول الشريك الاستراتيجي لنا الى المشاركة في الحكم وتدبير شؤون البلد هو فخر لنا في الجامعة لما نتقاسمه من منطلقات ومرجعيات وأهداف تروم تحصين مسار الإصلاح، ولكن خطنا النضالي لم يتأثر بذلك، بل هو مرتبط بالتقدير السياسي والنقابي الذي يجعل من العمل النقابي سندا للإصلاح عِوَض ارباكه ، وله دور في تجنيد خيارات الإصلاح عِوَض محاولة اقبارها ومسخها.
خطنا النضالي والنقابي لن يتغير بمتغيرات النسق السياسي لكن لن نسمح بأن نوظف في سياق تعطيل مسار الإصلاح وسنقوم بواجبنا النضالي كلما اقتضى الأمر ذلك، لأن جوهر المنهج النقابي لدينا أننا مؤسسة نقابية لا نشتغل بمنطق المعارضة والأغلبية، بل بمنطق نقابي ينتصر للشغيلة التعليمية ومطالبها العادلة .
4-عرف مؤتمر الجامعة حضور عدد من النقابات، منها نقابات بعيدة عنكم إيديولوجيا.على ماذا يدل هذا؟ وما ذا ستفعلون من أجل الوحدة النقابية، خصوصا و أن شعار “الوحدة النقابية” تردد كثيرا في المؤتمر، سواء من طرف القواعد أو اعضاء المكتب الوطني أو حتى في مداخلات الضيوف الحاضرين في الجلسة الافتتاحية؟
الوحدة النقابية مطلب من صميم رؤية العمل النقابي لدى الاتحاد والجامعة ونحن نؤمن بـ”التعاون مع الغير من أجل الخير” ولا نقدم الاختلاف الاديولوجي على قيمة التعاون ، لأن المطلوب اليوم في ظل الاشكالات التي تعيشها المنظومة التربوية التكوينية أن يتوحد الصف النقابي حول شعارات المرحلة نضاليا ومطلبيا.
ونحن نحرص على توحيد العمل النقابي ، اذ الوحدة النقابية قد تكون صعبة الإنجاز في الوقت الراهن لكن الوحدة النضالية والتنسيق في قضايا التربية والتعليم ومطالب الشغيلة ضرورة واقعية وحاجة تعليمية ونقابية من أجل إعادة الاعتبار للعمل النقابي .
5-حضور العنصر النسوي في المؤتمر كان ضعيفا جدا مقارنة مع المؤتمر الرابع. هل أنتم واعون بأهمية حضور المرأة في العمل النقابي؟ وما هو تصوركم لتشجييع انخرط النساء في صفوف الجامعة؟ 

وضعنا إجراءات في إطار التمييز الإيجابي حتى يكون للعنصر النسائي مكانته في المؤتمر والهياكل ، مكانة المناضلات بالنسبة لنا تتطور بشكل ملحوظ في بنيتنا التنظيمية وسنعمل على تطويرها وأرسلنا إشارة قوية من خلال عضوية ثلاث مناضلات في المكتب الوطني وسنعمل مستقبلا على تعزيز هذا التوجه لأنه مطلب استراتيجي وليس فقط في إطار مقاربة النوع وأؤكد لكم أنه لدينا مناضلات قادرات على قيادة الجامعة وليس فقط حيازة العضوية في الهيئات .

عن موقع الرأي المغربية
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-