بوسعيد: بنكيران قال لي ''بعّد'' من ملف الأساتذة المتدربين وأنا أخبرته بمراسلة البام والاتحاد

نفى محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، أن يكون رده على مراسلة رئيسي فريق الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي في مجلس المستشارين، بخصوص ملف الأساتذة المتدربين، كان بغرض “خلق الأزمات” داخل الحكومة. وقال بوسعيد، خلال استضافته في برنامج “في قفص الاتهام”، اليوم الجمعة (8 أبريل) على ميد راديو، إن عمله داخل وزارة الاقتصاد والمالية يحظى بإشادة جميع الفرقاء، وكذا رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، “الذي صفق غير ما مرة داخل المجلس الحكومي على عمل الوزارة”، حسب تعبيره.

وعن تفاصيل هذه “الأزمة”، يقول بوسعيد :”توصلت بمراسلة يوم 28 مارس من رئيسي فريقين في الغرفة الثانية، والسؤال كان صريحا وبسيطا وواضحا، وهو هل ممكن أن تكون هناك مباراة واحدة والتوظيف على دفعتين”. وفي هذا الإطار، أوضح وزير المالية أن “التوظيف لا يمكن أن يتم إلا إذا توفرت المناصب المالية، والمناصب المالية التي منحت لوزارة التربية الوطنية تقدر بـ7 ألف منصب، وهم 10 آلاف أستاذ”.

وقال بوسعيد إن سؤال الفريقين “سؤال تقني بسيط جدا، وأجبت عنه بتقنية بسيطة جدا، بعد أن حرر داخل دواليب وزارة المالية، بأن ذلك ممكن بشرط أن يكون هناك استصدار لمرسوم استثنائي”، مستدركا: “هذا لا يعني أنني اتخذت موقفا من الموضوع، ولا يعني أنني التزمت حول حل لهذا الموضوع، ولا يعني أني قلت إن هناك حل آخر غير الذي هو مطروح”. واعتبر وزير المالية أن جوابه على هذه المراسلة يندرج في إطار مسؤولياته وفي إطار اختصاصاته المؤطرة بمرسوم، مشيرا إلى أنه يجيب كل يوم على العديد من المراسلات التي تأتي من ممثلي الأمة أو من الإدارات أو، في بعض الأحيان، من المواطنين.

وردا على القائلين إن السؤال لم يمر من مسطرة الأسئلة الكتابية، قال بوسعيد: “لدي مراسلات من جميع الفرق، بما فيها فريق العدالة والتنمية، والتي أجبت عنها خارج هذه المسطرة”، مردفا: “هذه المسطرة تتعلق بالأسئلة التي تطرح حول سياسة معينة أو حول قانون معين، يعني شيء عندو وزن، ولكن هذا شيء بسيط ليس فيه لا قانون ولا غيره”.

وأوضح المتحدث أن جوابه على هذه المراسلة، وغيرها، “هو احترام لممثلي الأمة”، مؤكدا أنه “حتى إذا تكررت هذه المسألة فسأجيب، فأنا أجيب ممثلي الأمة من مبدأ الاحترام وليس هناك أي حساسيات، واش واحد سولك من ممثلي الأمة تقوليه سمح لي ما نجاوبكش؟”.

وأبرز وزير المالية، خلال اللقاء ذاته، أنه “يتعامل مع فرق البرلمان في مجلسيه بدرجة الاحترام نفسها، ولكن ملي كندخلو للأشياء اللي فيها سياسات حكومية طبعا تتفرز الأغلبية وكتفرز المعارضة، ولكن الاحترام والثقة وعدم المس بالأشخاص ونصنفوهم هذا عندو حسن نية وهذا عندو سوء نية، فأنا لا أتعامل بهذا المنطق”. وعاد بوسعيد ليؤكد أن “جوابه كان تقنيا”، معترفا بأن رئيس الحكومة طلب منه في وقت سابق بأن لا يتدخل في ملف الأساتذة المتدربين، معبرا عن استغرابه لطلب ابن كيران، الذي أخبره بأن هذا الملف “فيه حساسية، غير بعّد”.

وتابع بوسعيد قائلا: “احترمت طلبه إلى أن توصلت بالمراسلة وفاتحته في الموضوع، وقلت ليه هاد الملف تسيّس بلا قياس.. وخاص الحكومة تاخد مبادرة لحله”، فرد عليه ابن كيران، حسب رواية بوسعيد، “خمسة شهور وأنا كنتحمل هاد الملف وهناك مفاوضات.. وحنا خدامين فيه”.ى وشدد بوسعيد على أنه أخبر رئيس الحكومة بتوصله بمراسلة البام والاتحاد، لكنه أشار إلى أنه لم يطلعه على عزمه الرد عليها، مؤكدا بأن وزارته، إلى جانب وزارة التربية الوطنية ووزارة الوظيفة العمومية، معنية بهذا الملف.

و أضاف وزير الاقتصاد والمالية أنه تفاجأ ببلاغ رئيس الحكومة حول رده على مراسلة رئيسي فريق الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي في مجلس المستشارين، بخصوص ملف الأساتذة المتدربين. واعتبر بوسعيد أن “الاختلاف داخل الحكومة شيء عادي جدا، ماشي غير في هاد الحكومة، ولكن في كل الحكومات السابقة وفي كل الحكومات عبر العالم، حتى وإن كانت حكومة من حزب واحد، فين كيوقع الفرق؟ في طريقة تدبير الاختلاف”.

وردا على اتهام بأن “قلب وزير المالية مع جهة أخرى غير الائتلاف الحكومي”، قال بوسعيد: “إذا كانوا يدرون ما في قلبي برافو عليهم يعطيوني الأدلة، أنا قلبي مع الوطن وقلبي مع القيام بمسؤولياتي.. وقلبي مع قضايا الشعب”. كما نفى بوسعيد أن يكون على خلاف مع عبد الإله ابن كيران، قائلا: “أنا ما جيتش الحكومة باش نتخاصم ولكن جيت باش نشتغل”.

وكشف بوسعيد، خلال استضافته في برنامج “في قفص الاتهام”على ميد راديو، أنه آخد إدريس الأزمي، الوزير المكلف بالميزانية، لصياغته بلاغ رئيس الحكومة، الذي رد فيه على جوابه على مراسلة رئيسي فريق الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي في مجلس المستشارين، بخصوص ملف الأساتذة المتدربين. وقال بوسعيد: “قلت له على الأقل قل لي، راه حنا مشاركين الوزارة ومشاركين طعام”، معتبرا ما قام به الأزمي بمثابة “طعنة”، مردفا: “ما يمكنش الرجل كتشوفو وكتلاقاه وهو مصاوب البلاغ، على الأقل يهز تيلفون يقول ليا راه كاين مشكل”.

وفي رسالة وجهها إلى الأساتذة المتدربين، قال بوسعيد: “نقول ليهم يسمحو ليا، ربما ينتقدوني ولكن غير سمحو ليا، رجاء رجاء، أناشدكم، باش تغلبو روح الوطنية في هاد الملف، راه حنا نتفهم، غير يرجع الهدوء، لأن ملي كيرجع الهدوء والحوار راه كل مشكل عندو حل”. وأضاف وزير المالية: “لقد تفهمنا الوضع وعرفنا المشكل دابا نرجعو عاوتاني للطاولة، ويقبلو هاد الحل اللي هو الحل ديال الحكومة، لأنه لا أرى هناك حلا غيره”.

عن موقع كيفاش
 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-