الخلط بين صعوبات القراءة وعسر القراءة

أبدأ حديثي في هذا المقال في توضيح مفهوم عسر القراءة (Dyslexia): حيث أن كلمة Dyslexia مأخوذة من اللغة اليونانية القديمة وهي تتكون من مقطعين Dys، تعني نقص (غير متكامل) ومقطع Lexia ، وتعني كلمات أو لغة وعلى ذلك فهي تعني قصور أو ضعف القدرة على التواصل اللغوي ومن ثم أصبح المفهوم الذي يشير إليه مصطلح Dyslexia صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة.

وعرفها مركز تقييم نمو الطفل التابع للمركز الطبي بجامعة إنديانا على إنها "حالة قصور في القدرة على القراءة الصحيحة بالدرجة التي يتقنها أقران الطفل ممن هم في مثل عمره ومرحلته التعليمية وتحدث نتيجة عوامل عضوية عصبية".

ونود الإشارة هنا الى أن هناك فروقات بين صعوبات القراءة وعسر القراءة، وسوف نذكر أهمها لعلى ولي الأمر أن يلاحظها في تعاملة وتدريسة لإبنه لكي يعالجها من البداية وكذلك معلم الإحتياجات الخاصة ، إن ذوي صعوبات القراءة لهم بروفيلات معرفية تختلف عن ذوي عسر القراءة، فصعوبات القراءة ناتجة عن اضطراب في المعالجة المعرفية الإدراكية، في حين عسر القراءة ناتجة عن اضطراب في الجهاز العصبي المركزي، فعندما نقول صعوبة قراءة فهذا يعني أن تكون صعوبة في القراءة فقط، في المقابل فإن عسر القراءة لا تكون في القراءة فقط بل تشمل الكتابة والهجاء والتعرف على الحروف والكلمات والجمل ومهمتها.

خلاصة القول أن عسر القراءة تعبر عن نفسها من خلال مجموعة من المحدادات أهمها: صعوبة في التمييز البصري والتمييز السمعي أو كلاهما، صعوبة في التهجي والكتابة، قصور أو اضطراب في الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة وضعف في الانتباه، ونود القول في هذا المجال أن التحكم في عسر القراءة والكتابة يعتمد على مجموعة من المتغيرات؛ بحيث لا توجد إستراتيجية واحدة بعينها أو مجموعة من الإستراتيجيات التي تلائم جميع من يعاني منها

لخضر زكراوي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-