بعد "محاكمةٍ برلمانيةٍ" .. برجاوي يوجه "أساتذة الغد" للتعليم الخاص

تعرّض الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، خالد برجاوي، إلى ما يشبه المحاكمة البرلمانية، من طرف النواب، أغلبية ومعارضة، وذلك بعدما تمت محاصرته بستة أسئلة آنية حول ملف الطلبة المتدربين في المراكز الجهوية للتربية، والذين يقاطعون الدروس لأزيد من شهرين.

وبعد مداخلات "التقريع" التي تعرض لها الوزير برجاوي، بمجلس النواب خلال جلسة الأسئلة الشفوية اليوم الثلاثاء، أعلن رفضه لأن يكون مجال التعليم للمزايدة، "لكون هذه المراسيم تم اعتمادها بعد عدة مراحل"، مقترحا توجه الذين لم يتم قبولهم في مباريات التوظيف النهائية للتعليم الخصوصي.

وقال برجاوي، في هذا الصدد، "التعليم الخاص في حاجة للأطر المُكونة، ويحتاج للدولة لدعمه في هذا المجال"، كاشفا أن المناصب المالية المخصصة للوزارة من شأنها توظيف 70 في المائة من الأطر التي تتلقى التكوين حاليا".

مقترح الوزير البرجاوي وجد له صدى لدى فريق التجمع الوطني للأحرار، الذي اعتبر أن "الاحتجاج خلق نوعا من البلبلة"، مقترحا جعل طلبات هؤلاء الطلبة المتدربين "ذات أولوية في التعليم الخصوصي، عوض الذين ليس لهم تكوين، وذلك في إطار الحلول العاجلة لتفادي الاحتجاجات التي شهدتها المدن المغربية".

وفي الوقت الذي توحدت فرق الأغلبية والمعارضة ضد الحكومة، اعتبرت البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، حسناء أبوزيد، أن "الحكومة تعيش عُزلة سياسية بإجماع النواب"، مضيفة أن "الحكومة يجب أن تحاور هؤلاء المحتجين، ولا يمكنها أن تنهج سياسية المباغتة لأنه لم يكونوا على علم بالفصل بين التكوين والتوظيف".

البرلمانية المعارضة قالت: "عندما تفشل الحكومة فهذه هي العزلة السياسية، التي تجعلها عاجزة عن إصلاح التعليم"، وهو الموقف الذي عبّر عنه الفريق الاستقلالي، على لسان رئيسه نور الدين مضيان، الذي استشهد بالحديث النبوي، "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، وذلك تعبيرا منه على مواقف الأغلبية والمعارضة ضد الحكومة.

مضيان أكد أن "هذا الوضع سيؤدي إلى سنة بيضاء، ويعد إعلانا للإفلاس في السنة المقبلة التي ستعرف كذلك إغلاقا للمؤسسات، الذي تجاوز اليوم الشهرين"، مشددا على ضرورة "حل هذا الإشكال وتجنب سياسية العصا، وسد الباب في وجه المعتصمين لتفادي تأزيم الأزمة".

من جانبه أكد فريق العدالة والتنمية، على لسان رئيسه عبد الله بوانو، أن "الفصل بين التكوين والتوظيف سيخلق تشويشا"، داعيا الحكومة، التي يقودها حزبه، إلى "فتح باب الحوار وإيجاد حلول انتقالية لأن التصعيد لن يحل المشكل من طرف أي جهة".

التضامن مع أساتذة الغد عبّر عنه كذلك الفريق الدستوري، الذي طالب بتغيير السياسية الحكومية لكون هؤلاء يدافعون عن الوطن ويصدون الغزو الثقافي، مخاطبا، على لسان النائبة بوشرى برجال، الوزير خالد برجاوي، "لن نقبل تعنيفهم والتنكيل بهم، لأن الحكمة تقتضي احترام هؤلاء الأساتذة المتدربين، وكنا ننتظر تعاملا جديا وبحكامة".

عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-