قطاع تعليم العدل والإحسان يحمل الدولة مسؤولية تردي الوضع التعليمي بالمغرب

سجل بيان صادر عن قطاع التربية والتعليم التابع لجماعة العدل والإحسان مجموعة من الاختلالات التي شهدها الدخول المدرسي الحالي (2015-2016)، والتي تجعل الوضع التعليمي بالمغرب يزداد تأزما، ومن ذلك: تخلي الدولة عن القطاعات الاجتماعية والسعي لخوصصتها تنفيذا لإملاءات المؤسسات المالية العالمية، والتخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات وسوء التدبير، والمس بحقوق وكرامة رجال ونساء التعليم…

واستغرب البيان  الاستمرار في الارتجال والعشوائية اللتان تطبعان تنزيل التدابير ذات الأولوية، وحذر من مآلات تطبيق الفوضى اللغوية بالتعليم الابتدائي (تدريس أربعة لغات)، كما حمل الدولة وواجهتها الحكومية مسؤولية تردي الوضع التعليمي بالمغرب، ودعا لمحاسبة ومساءلة المسؤولين عن هدر أموال الشعب المغربي الذي استنزف خزينة الدولة في مشاريع إصلاح الإصلاح الفاشلة…

وفيما يلي نص البيان :

جماعة العدل والإحسان
قطاع التربية والتعليم
بيـــــان

تابع المكتب القطري لقطاع التربية والتعليم لجماعة العدل والإحسان كباقي الشغيلة التعليمية ومكوناتها التمثيلية والنقابية وكذا عمومالشعب المغربي أجواء الدخول المدرسي لهذه السنة 2015/2016 وما يشهده قطاع التعليم بالمغرب من اختلالات بنيوية وسوء تدبير فسجل ما يلي:

1- أن الوضع التعليمي بالمغرب يزداد تأزما سنة بعد سنة حسب التقارير الرسمية والدولية، مع توالي التصريحات الرسمية بالفشل الذريع دون تحمل المسؤولية؛ مما يجعلنا نتساءل عن هذا الوضع: أهو فشل سياسة تعليمية أم سياسة إفشال التعليم؟

2- غياب إرادة حقيقية لإصلاح هذا القطاع الحيوي نتيجة تخلي الدولة عن القطاعات الاجتماعية والسعي لخوصصتها تنفيذا لإملاءات المؤسسات المالية العالمية.

3- دخول مدرسي سيئ جدا من حيث التخبط والعشوائية وسوء التدبير من خلال:

♦ الاكتظاظ (أزيد من 70 تلميذ بالقسم) وتنامي ظاهرة الأقسام المشتركة نتيجة تقليص البنيات التربوية؛
♦ اهتراء البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية؛
♦ الخصاص المهول في الموارد البشرية سواء الأطر التربوية أو الإدارية (أزيد من 20000)؛
♦ غياب الأمن في المؤسسات التعليمية وفي محيطها؛
♦ المذكرة الوزارية لتدبير الفائض والخصاص كإجراء تقني ترقيعي وما واكب طريقة تنزيلها من إرباك الدخول المدرسي بمجموعة من النيابات، مما أجج احتجاجات الأطر التعليمية وآباء وأولياء التلاميذ؛

4- استهداف نساء ورجال التعليم وتحميلهم مسؤولية فشل المنظومة التعليمية من خلال التصريحات الرسمية، وآخرها تصريح السيد رئيس الحكومة الذي يؤكد بأن نساء ورجال التعليم لا يبالون بإصلاح التعليم ما داموا يطالبون بحقوقهم.

5- المس بمكتسبات الشغيلة التعليمية (التقاعد – الإضراب – التمديد – التكوين المستمر – الاستقرار الاجتماعي ….)
أمام هذا الوضع ومن منطلق المسؤولية وللتاريخ نعلن للرأي العام ما يلي:

1- تحية تقدير وإجلال لجميع نساء ورجال التعليم في ربوع الوطن الحبيب بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، وعلى تضحياتهم على امتداد القطر.

2- التنديد بالاستهداف الدائم للاستقرار الاجتماعي والنفسي للأساتذة من خلال عمليات تدبير الفائض والذي يعد نتيجة لسوء تدبير الموارد البشرية؛

3- التأكيد على الدور الرائد لنساء ورجال التعليم في خدمة أبناء الشعب المغربي، وأنه لا نجاح لأي إصلاح لقطاع التربية والتعليم ببلادنا، إلا بإشراكهم وتحسين ظروفهم المادية والمعنوية، واحترام وضعهم الاعتباري بصفتهم مربو أجيال وبناة مستقبل.

4- استغرابنا من الاستمرار في الارتجال والعشوائية اللتان تطبعان تنزيل التدابير ذات الأولوية (عدم الالتزام بالبرمجة الزمنية لتنفيذ مختلف التدابير – عدم الشروع لحد الآن في تجريب المنهاج المنقح للسنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي – تقليص العينة التجريبية من 10 % إلى مؤسسة واحدة لكل نيابة – توسيع المسالك الدولية للباكالوريا دون عرض نتائج تجريبها-…).

5- التحذير من مآلات تطبيق الفوضى اللغوية بالتعليم الابتدائي الذي أتت به الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (تدريس أربعة لغات!!!)؛

6- تحميل الدولة وواجهتها الحكومية مسؤولية تردي الوضع التعليمي بالمغرب وأن الشعارات الرسمية أصبحت لا تترجم الواقع المأزوم في الوقت الذي أيقن الجميع أن حدود أثرها لا يتجاوز سواد مدادها.

7- الدعوة لمحاسبة ومساءلة المسؤولين عن هدر أموال الشعب المغربي الذي استنزف خزينة الدولة في مشاريع إصلاح الإصلاح الفاشلة.

8- أن الحلول التقنية الترقيعية لإصلاح التعليم لا تجدي نفعا في غياب مشروع مجتمعي تشاركي متكامل.

9- أن إصلاح المنظومة التعليمية شديد الارتباط بالواقع السياسي والاجتماعي وأي استراتيجية مهما كانت نجاعتها لن تكون ذات مردودية كبيرة في غياب الديموقراطية والعدالة الاجتماعية.

10-ضرورة تشكيل جبهة وطنية لصون المدرسة العمومية والدفاع عن حق أبناء الشعب المغربي في تعليم جيد يعبر عن هوية الأمة، ويستجيب لتطلعات الأجيال، كما يراعي حاجات العصر ورهانات المستقبل، مع استعدادنا للانخراط فيها مع جميع القوى الحية والفعاليات الوطنية.

11-تضامننا المطلق مع شعب بورما، وانتفاضة الأقصى ودعوتنا جميع الشعوب والضمائر الحية لبذل كل أشكال النصرة والتأييد والوقوف جميعا ضد الإرهاب الدولي الذي تمارسه قوى الاستكبار العالمي في فلسطين – سوريا – العراق ……… بدعوى محاربة الإرهاب.

المكتب القطري لقطاع التربية والتعليم

الأحد 11 أكتوبر 2015

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-