الكنديون يُقْبِلون على تعليم أبنائهم في المدارس العمومية

فتحت المؤسسات التعليمية أبوابها، قبل أيام قليلة، في جميع مدن محافظة "كيبيك" الكندية، لتستقبل مئات الآلاف من التلاميذ من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية، وذلك وسط ارتفاع في نسبة تسجيل الآباء لأبنائهم بالتعليم الأساسي العمومي، فيما تراجع القطاع الخاص بالديار الكندية.

وبعد تراجع القطاع العام أمام القطاع الخاص، ابتداء من سنة 2003 وإلى حدود 2012، استعاد المواطنون بمحافظة كيبيك ثقتهم بالتعليم العمومي، الذي عرف تسجيل نسبة 87,59 بالمائة من التلاميذ في موسم 2013 ـ2014، بعد أن بلغت النسبة في السنة التي سبقته 87,29 بالمائة.

الموسم الدراسي الماضي سجل هو الآخر ارتفاعا ملوسا في نسبة المسجلين بالقطاع العام بنسبة 87,61 بالمائة، ليكون بذلك أعلى رقم يتم تسجيله منذ عشر سنوات، حسب إحصائيات نشرتها وزارة التعليم بالكيبيك.

وعرف عدد التلاميذ المسجلين في القطاعين العام والخاص انخفاضا ملحوظا، في التعليم الإعدادي، وذلك بسبب تراجع النمو الديموغرافي بالكيبيك، فرغم ارتفاع عدد التلاميذ المسجلين بالتعليم الأساسي، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتعويض التراجع في التعليم الإعدادي.

ويعود تفوق القطاع العام على الخاص في السنوات القليلة الماضية إلى اعتماد عدد من البرامج الجديدة، وإيلاء اهتمام زائد لبرامج تلبيلرغبة أولياء الأمور، الذين كانوا يفضلون القطاع الخاص على القطاع العام، بسبب تفوق الأول على الثاني في مجالات الرياضة، والفنون.

أسماء أريب، متخصصة في التعليم الأساسي بكندا، قالت لهسبريس إن التعليم الأساسي العمومي بالجارة الشمالية لأمريكا، يعتمد أساليب تهدف إلى تقوية شخصية الطفل، وتنمية ذكائه، وتعليمه أسس الاعتماد على النفس، واكتساب مهارات بناء على مؤهلاته، وتشجيعه على الإبداع، وحثه على التحلي بروح المبادرة والعمل في مجموعات..

ومن جهته قال أبو آدم لهسبريس إن "نجاح التعليم الأساسي العمومي بكندا بصفة عامة، وبمحافظة كيبيك بصفة خاصة، راجع إلى اعتماد أساليب بيداغوجية تهدف إلى تكوين شخصية الطفل وتهذيبه، بعيدا عن أساليب الحفظ والاستظهار، وتحميل الطفل ما لا طاقة له به من واجبات داخل المدرسة، وحتى أثناء العطل".

وأردف المتحدث "أبنائي يستمتعون بوقتهم في المدرسة، لذلك تجدهم مفعمين بالنشاط والحيوية كل صباح، تغمرهم السعادة كلما هموا بالخروج من البيت قاصدين المدرسة، فأتذكر حالي وأنا طفل في سنهم، كيف كنت أتمنى ألا تشرق شمس الصباح لكي لا توقظني والدتي للذهاب إلى المدرسة".

أما السيدة زينب، فتعلق على الموضوع بالقول "أنا مُدرسة في مَدرسة خاصة بالتلاميذ الذين يعانون نقصا ما، يمنعهم من مسايرة زملائهم بالمدرسة العادية، وكل طفل يتم التعامل معه على حدة، وعلينا نحن كأطر التعليم أن نتأقلم مع حال التلميذ حتى يتحصل ما استطاع من العلم، باعتبار أن التعليم الأساسي لا يقصي أحدا".

عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-