صورة الأبطال ومدى تأثيرها على شخصية الطفل

الحسين وبا

أثبتت دراسات علوم التربية وعلم النفس تحديدا، أن شخصية الطفل تنمو وتتفتح أكثر حينما تنفتح على عالم الراشدين بدون قيود أو شروط مسبقة، يقول"جان بياجيه" في هذا الصدد: إن التواصل الإجتماعي واللغوي بين الراشد والطفل هو أساس تطور المستوى النمائي لديه-خاصة إذا كانت تنبنى تواصلاته على كل ما من شأنه أن يبعث الحركة والتحفيز في روحه وجسمه كممارسة الرياضة أو تشجيعه على تقمص دور لبطل مسرحي أو سينمائي معجب به. ومن هنا تتأسس وتتشكل شخصية هذا الأخير وتتفتق ذهنيته أكثر لو أتيحت له الفرص العديدة- سواء بين زملائه الصغار أو داخل المؤسسة نفسها- لكشف مكنوناته ومهاراته التي اكتسبها من جراء العلاقات التي تربطه بالكبار( عمه-خاله-جيرانه-أولاد خالته وأولاد عمته وهكذا دواليك) وتزدهر هذه التواصلات وتنتعش نفسيته بشكل قوي وفعال أكثر حينما تتاح له الفرصة إما بزيارة لقاعة السينما أو قاعة المسرح أو الملعب الرياضي أو بالإتصال المباشر بالبطل الذي يهواه ويتقمص شخصيته الطفل من حين لآخر.وإلا لماذا نجد المئات من ملاعب كرة القدم الإسبانية-مثلا- غاصة بالأطفال الصغار بدءا ب3 سنوات إلى 18 سنة؟ أليس هو وجود نجوم داخل الملاعب؟ أليس هناك أسماء يهواها الطفل وتنال إعجابه؟
إن اهتمامات هؤلاء الأطفال الصغار وإعجابهم القوي بهؤلاء الأبطال لا يقف عند حد تشكيل شخصيتهم وضمان توازناتهم الإنفعالية والنفسية والوجدانية فحسب بقدر ما المسألة تتعدى ذلك لتصبح استراتيجية هادفة تتطور و تغتني رويدا رويدا سواء مع المؤسسات التربوية أو الرياضية أو التمثيلية أو الفنية(الرسم-الموسيقى) التي ينتمي إليها الطفل تحديدا في هذا العمر أي بدءا من 3 سنوات، والنتائج غالبا ما تكون باهرة ومدهشة، إذ كم من طفل كان يعشق الفن التشكيلي منذ صغره أصبح فنانا بارعا في كبره، وقس على ذلك من الأمثلة والنماذج في هذا الصدد.
ولم لا؟ وقد أثبتت الدراسات العلمية في هذا المجال أن الطفل يولد على فطريات ومزود بذكاء، وهو عكس ما ذهبت إليه إحدى الدراسات لتثبت أن الطفل يولد صفحة بيضاء يمكنك الكتابة عليها ما شئت.
ونحن ندرك أهمية النتائج التي حصلت عليها معظم دول العالم في هذا الباب من جراء انشغالها واهتمامها المتزايد بعالم الطفولة المبكرة، ألا يجدر بوزارتنا المحترمة أن تغير من سلسلة تدابيرها التربوية خاصة اتجاه أطفال المرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي وذلك عن طريق:
-التكثيف من الأنشطة الترفيهية.
-تفعيل دور التربية البدنية داخل المؤسسات.
-برمجة الرحلات والخرجات المدرسية(مرة في السنة على الأقل).
وفي اعتقادي أن مثل هده التدابير لا يمكنها أن تأخد مأخذ الجد إلا إذا تمت المراجعة التقويمية لجمعية تنمية التعاون المدرسي وإدخال إصلاحات تربوية كبيرة عليها وعلى رأسها: الهيكلة الجديدة وعنصر الكفاءة الذي يتقدمه الفاعلون والمهتمون بشؤون التربية،لأن التعاون المدرسي يعتبر الية تربوية متجددة-بتجدد الفاعلين والقضايا المطروحة-تعتمد على عنصر التنشيط التربوي بالدرجة الأولى لدعم وتقوية العمل التعليمي- العملية التدريسية- قصد خلق متعلم فاعل مندمج مع محيطه.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-