من أجل دخول مدرسي ممتع

يحل علينا بعد أيام قليلة حدث هام في حياة الأسر و المتعلمين و الأطر الإدارية و التربوية ألا و هو الدخول المدرسي لموسم 2014 – 2015، هذا الحدث يحمل بين ثناياه متعا و مسرات للبعض و ألما و أحزانا للبعض الآخر ، و لقاؤنا بكم اليوم سنخصصه للبحث في الأساليب و الوسائل التي نستطيع من خلالها جعل الدخول المدرسي عيدا حقيقيا في حياة كل الأطراف السابقة الذكر ، و لكن قبل ذلك لا بد من الإشارة إلى أن جودة و متعة الدخول المدرسي ليست مسؤولية الأسرة و المدرسة ، فقط بل تتقاسمها معهم أطراف أخرى منها الإعلام و مؤسسات المجتمع المدني و الأصدقاء و المتعلمون في حد ذاتهم فبتكاثف الجهود بين كل الأطراف ، نستطيع أن نحول الدخول المدرسي من محنة إلى منحة و من ألم إلى سعادة، فما هي أبرز الخطوات المحققة لذلك؟  .
توجيهات للأسرة :
*  الأسرة شريك أساسي للمدرسة لذلك فهي خير من يحفز و يشجع على الدخول المدرسي و في هذا الإطار نشيد بجميع الآباء أن يحترفوا البرمجة الإيجابية لأبنائهم ، لأنهم المسؤولون الأولون عن التنشئة الاجتماعية ، فالطفل يكون صورته عن ذاته من خلال نظرة أسرته له إذا كانت هذه الصورة إيجابية فإن الطفل يقتنع بأنه محبوب مرغوب فيه لذاته قادر على تحقيق أهدافه يستحق النجاح و التقدير ، و لن تعرف كلمة مستحيل الطريق إلى قاموس حياته بينما إذا كانت نظرة والديه و إخوانه له سلبية فإنه سيسمع كثيرا كلمات محبطة ، مثل أنت فاشل كسول لن تقدر لا تفهم لن تستطيع صعب عليك لست جديرا... فتقل ثقته بنفسه و ينخفض تقديره الذاتي و يقتنع بأنه النموذج الفعلي لكل تلك الأوصاف ، و هنا تبدأ محنة الدخول المدرسي لدى المتعلمين غير المتفوقين و أنهم سيستمعون إلى اسطوانة البرمجة السلبية يوميا في البيت و المدرسة و الشارع ...، لذلك ننبه جميع الأسر أن تهتم بجميع الأبناء متفوقين و متوسطين و تبحث دائما لغير المتفوق عن جانب إبداع لديه لتبرزه ، و تدعمه فيه لأن الدراسة ركن من الحياة و ليست هي كل الحياة و لا بد من الاعتراف بالفرو قات الفردية بين الإخوة و احترامها .
* يجب الانتباه إلى نوع الحديث الذي يروج في البيت حول المدرسة والأساتذة ، لأنه يشكل مفترق الطريق إما يشجع الطفل على الالتحاق بالمدرسة ، آو ينفره منها و يكون لديه صورة سلبية عن نوع المعاناة و الألم الذي ينتظره فيها .
* أشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال يختزلون %90 من سلوكيات الآباء ، و هنا لا بد من الإشارة إلى أن أية مشاعر سلبية أو توتر لدى الآباء ينعكس لا شعوريا على أطفالهم مما يؤثر سلبا على صحتهم النفسية و الجسدية ، حيث يتحول الدخول المدرسي إلى معاناة حقيقية .
* قبل تغيير نظام الحياة و العطلة الصيفية في سلوكيات الأطفال لا بد من تغيير أفكارهم السلبية ، أولا فالحياة ليست كلها عطلة وفي نفس الوقت ليست كلها دراسة و لا بد من التوازن في الحياة و قد يجد الآباء صعوبة في إقناع الأطفال ،ذوي الشخصيات المتحركة التي تحب السفر و الانتقال من مكان إلى آخر ،  و تتمتع بالذكاء الطبيعي و هي شخصيات لا تستطيع مواكبة طرق التعليم التقليدية داخل حجرات الدرس ، بل تجدها مبدعة حين يتم كسر الروتين و خصوصا بالتعامل مع الطبيعة .
* تغيير العادات السلبية لدى الأطفال بأخرى إيجابية يتطلب من الآباء صبرا و تدرجا ، حتى تكون مناسبة الدخول المدرسي فرصة لتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة ، و ليست مناسبة لإحداث شرخ في العلاقة و ذلك باعتماد الحوار و الإنصات و الإقناع ....
* كسر الروابط السلبية التي تكونت لدى الأطفال في الموسم السابق عن المدرسة ، أو الأطر التربوية و الإدارية ، أو الأصدقاء و ذلك باعتماد جلسات يومية مع الأطفال و الإنصات لهم و مساعدتهم على تجاوز العقبات التعليمية والتواصلية و المهاراتية .
* تهيئ الأطفال نفسيا و سلوكيا للدخول المدرسي و ذلك باستعادة التنظيم الزمني للموسم الدراسي ، و التدريب على النوم المبكر و الاستيقاظ المبكر ، و تنظيم الوجبات الغذائية مع التأكيد على وجبة الفطور لأنها أساسية و تساعده على التركيز أثناء الدراسة .
* استثمار شراء الأدوات و اللوازم المدرسية في التحفيز و الاستعداد للدخول المدرسي ، بحيث يتم تغليف و إعداد الكتب و الدفاتر و يطلع الأطفال على النصوص و المحتويات الجديدة .
*  التواصل المستمر مع المؤسسة و الاطلاع المستمر على دفتر التواصل ، و حضور اللقاءات التواصلية و اجتماعات جمعية الآباء...
هذه فقط بعض التوجيهات التي ستساعد على خلق الرغبة في الالتحاق بالمدرسة لدى المتعلمين ، بشرط أن تقوم المدرسة بدورها كفضاء للتربية و التعليم و التواصل واكتساب المهارات ، و تطوير القدرات حتى نتمكن من الانتقال بالمتعلمين من واجب التعلم إلى متعة التعلم.


فاطمة رباني
استشارية أسرية ومدربة في التنمية الذاتية
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-