سياسة تشجيع الكفاءة وسياسة تشجيع الضعف

المؤتمر الوطني الرابع يحرر الفيدرالية الديمقراطية للشغل من الطابور الخامس

لم يعد أدنى مجال للشك في ارتباط العزوزي بأعيان الانتخابات ، كما تأكد أيضا بالملموس يوم 28 غشت 2014 بالمحمدية أنه استفاد من خدمات السلطة ، حين حالت الشرطة بين المسئولين الوطنيين للنقابة الوطنية للتعليم الصامدين  في الفيدرالية الديمقراطية للشغل وبين مجموعة من الإغراب لا علاقة لهم بالنقابة ولا بأي وسط نضالي تم اللجوء إلى خدماتهم لتحصين ما يحوكه العزوزي وجماعته من عمل تآمري على الفيدرالية الديمقراطية للشغل . ومن المستملحات أن أحد المناضلين صرح مندهشا أثناء المواجهة : هؤلاء لا يعرفون أي شعار !!!!
العزوزي كان يحاول القيام بنشاط غير شرعي تماما باسم النقابة الوطنية للتعليم ، وهو المجمدة عضويته فيها ، فلجأ إلى قاعة للأفراح ، أصبحت الصورة كما يلي : ممول للسريع الانتخابي يلجأ إلى ممول للأفراح !!!! السنا هنا أمام وضع سيرالي ؟؟
دخل على خط الصراع أعيان الانتخابات وهم فعلة مغرقون في السلبية ، لأنهم يُميلون كفة التخلف ، ويعيدون الركب إلى الوراء عن طريق إبعاد الحركة الديمقراطية عن أهدافها المتمثلة في ترسيخ أسس دولة الحق والقانون .
أعيان الانتخابات تحولوا إلى عقبة حقيقية أمام الإطارات التي أفرزتها أحزاب أو نقابات ، وأصبحت تأتمر بأوامر خارجة عنها ، وتنفذ أجندات لا علاقة لها بمطالب الوسط الديمقراطي
العزوزي التقت أهدافه مع هؤلاء ..فهو كان يسعى إلى الاستفراد بقيادة الفيدرالية الديمقراطية للشغل عن طريق تعديل آلياتها التنظيمية والمالية ، وكذلك عن طريق شل فعاليتها وكفاحيتها ، حتى تظهر بمظهر النقابة الخنوعة الكسيحة العاجزة عن إصدار أي موقف من قضايا حساسة ، كالمس بالخبز اليومي للشعب عن طريق برامج التفقير الممنهجة المملاة من طرف الدوائر المالية العالمية على حكومة يمينية همها الأساسي امتصاص المد الديمقراطي الذي أفرزته الحركة الجماهيرية وتحويله إلى مجرد خضوع مطلق للدولة العميقة .
العزوزي يحلم بنقابة الزعيم الذي يفعل ما يشاء حين يشاء ولا يقبل أي نقد أو محاسبة من أية مناضلة أو مناضل ..ولذلك ارتكب زلة تجميد عضوية قادة لامعين قل نظيرهم في كفاحيتهم وقيمتهم ومدى إشعاعهم .. فكان ما كان ..وتخلصت الفيدرالية الديمقراطية للشغل من الخشب الميت ، حين عقدت مؤتمرها الوطني الرابع الذي يعد بحق بمثابة علامة دالة على حيويتها وقدرتها على إكمال دوراتها التنظيمية ، وتنظيف نفسها عن طريق تطوير آلية فرز نخبها وتجديدها . والنتيجة هي أنها لم تضطر إلى قتل جزء منها وتحويله إلى خشب ميت كما تفعل بعض الأشجار الضخمة قتتخشب وتصبح مهددة بأن تموت واقفة .
الفيدرالية الديمقراطية للشغل قالت كلمتها ، بعد صبر دام أزيد أربع سنوات . فما كان يعاب على قيادة الفيدرالية الشرعية ليس هو تسرعها بل العكس صبرها الطويل ، وانتظاريتها ، واستنكافها عن اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الضعاف الذين تحولوا إلى عائق حقيقي أمام تنامي مدها النضالي .
هؤلاء تحولوا حقيقة إلى طابور خامس يحارب كل مكامن القوة في الحركة النقابية وينزل بكل ثقله لعرقلة المجهودات الوحدوية ، ويسممها ، ويزرع الأشواك في السبل المؤدية إلى انتصارات العمال والمستخدمين في معركة التباري الاجتماعي
الطابور الخامس في الفيدرالية الديمقراطية للشغل اتخذ صفة الزعيم المخلوع ومجموعة كان يرعى نهمها وأطماعها التي لا حصر لها ...لذلك فإدراك حقيقة القيادة الحقيقية والمناضلات والمناضلين المخلصين في الفيدرالية الديمقراطية للشغل يعقدون مؤتمرها الوطني الرابع ويتخلصون من الأعشاب السامة ..
لقد شكل المؤتمر الرابع انطلاقة حقيقية للمد المناضل المكافح داخل الفيدرالية من أجل بناء حركة نقابية صلبة ومتماسكة وقادرة على لعب دور حيوي داخل جبهة اجتماعية تقدمية تناضل من أجل كرامة وحقوق الشغيلة .
ولأننا استطعنا انقاد مشروعنا النضالي النقابي وصيانته ، نشكر الطابور الخامس لأنهم حفزوا ثقافة الحاجة فينا وجعلونا نحس بجمال مشروعنا وروعته ..فأحببناه أكثر وأبعدنا عنه جل العوامل التي من شأنها أن تحول بننا وبينه 


عبد العزيز معيفي عضو المجلس الوطني الفيدرالي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-